responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 460

مات ابنه علفة بالشام فرثاه‌

أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو مسلم عن المدائني عن عبد الحميد بن أيوب بن محمد بن عميلة قال:

مات علّفة بن عقيل الأكبر بالشام، فنعاه مضرّس بن سوادة لعقيل بأرض الجناب، فلم يصدّقه و قال:

قبح الإله- و لا أقبّح غيره-

ثفر [1] الحمار مضرّس بن سواد

تنعى امرؤ لم يعل أمّك مثله‌

كالسّيف بين خضارم [2] أنجاد

ثم تحقق الخبر بعد ذلك، فقال يرثيه:

لعمري لقد جاءت قوافل خبّرت‌

بأمر من الدنيا عليّ ثقيل‌

و قالوا أ لا تبكي لمصرع فارس‌

نعته جنود الشام غير ضئيل‌

فأقسمت لا أبكي على هلك هالك‌

أصاب سبيل اللّه خير سبيل‌

كأن المنايا تبتغي في خيارنا

لها نسبا أو تهتدي بدليل [3]]

تحلّ المنايا حيث شاءت فإنها

محلّلة بعد الفتى ابن عقيل‌

فتى كان مولاه يحلّ بربوة

محلّ الموالي بعده بمسيل‌

حطم رجل من بني صرمة بيوته فأقبل ابنه عملس من الشام فانتقم له‌

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة: قال: كان عقيل بن علّفة قد أطرد بنية، فتفرقوا في البلاد، و بقي وحده. ثم إن رجلا من بني صرمة، يقال له بجيل- و كان كثير المال و الماشية- حطم بيوت عقيل بماشيته، و لم يكن قبل ذلك أحد يقرب من بيوت عقيل إلا لقي شرا. فطردت صافنة (أمة له) الماشية، فضربها بجيل بعصا كانت معه فشجّها. فخرج إليه عقيل وحده- و قد هرم يومئذ و كبرت سنّه- فزجره فضربه/ بجيل بعصاه، و احتقره، فجعل عقيل يصيح: يا علّفة، يا عملّس، يا فلان، يا فلان، بأسماء أولاده مستغيثا بهم، و هو يحسبهم لهرمه أنهم معه. فقال له أرطأة بن سهيّة:

أكلت بنيك أكل الضبّ حتى‌

وجدت مرارة الكلأ الوبيل‌

و لو كان الألى غابوا شهودا

منعت فناء بيتك من بجيل‌

و بلغ خبر عقيل ابنه العملّس و هو بالشام، فأقبل إلى أبيه حتى نزل إليه، ثم عمد إلى بجيل فضربه ضربا مبرّحا، و عقر عدّة من إبله و أوثقه بحبل، و جاء به يقوده حتى ألقاه بين يدي أبيه، ثم ركب راحلته، و عاد من وقته إلى الشام، لم يطعم لأبيه طعاما، و لم يشرب شرابا.


[1] الثفر: السير الذي في مؤخر السرج تحت ذنب الدابة.

[2] خضارم، جمع خضرم: الجواد الكثير العطية.

[3] هذا البيت لم يرد في ط و ج.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست