و
يروى أنّ رحاص هذه مغنّية كان الغلام يحبّها، و أنه سكر و نام؛ فقبّله ابن سيابة.
فلمّا انتبه قال للجارية:
ليت شعري ما
كان خبرك مع ابن سيابة؟ فقالت له: سل عن خبرك أنت/ معه، و حدّثته بالقصّة؛ فهجره
الغلام؛ فقال هذا الشعر.
جوابه لمن
عاتبه على مجونه، و لمن سأل عنه و هو سكران محمول في طبق
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا بن مهرويه قال حدّثنا علي بن الصّبّاح قال:
عاتبنا ابن
سيابة على مجونه، فقال: ويلكم! لأن ألقى اللّه تبارك و تعالى بذلّ المعاصي
فيرحمني، أحبّ إليّ من أن ألقاه أتبختر إدلالا بحسناتي فيمقتني.
قال: و رأيت
ابن سيابة يوما و هو سكران و قد حمل في طبق يعبرون به على الجسر، فسألهم إنسان ما
هذا؟
فرفع رأسه من
الطبق و قال: هذا بقيّة ممّا ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة يا كشخان [1].
ولع به أبو
الحارث جميز حتى أحجله فهجاه
أخبرني الحسن
بن علي قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا أبو الشّبل البرجمي قال:
ولع [يوما] [2]
أبو الحارث جمّيز بابن سيابة حتى أخجله. فقال عند ذلك ابن سيابة يهجوه:
بنى أبو الحارث الجمّيز في وسط
من ظهره و قريبا من ذراعين
ديرا لقسّ إذا ما جاء يدخله
ألقى على باب دير القسّ خرجين
يعدو على بطنه شدّا على عجل
لا ذو يدين و لا يمشي برجلين
جوابه لمن
اقترض منه فاعتذر
أخبرني هاشم بن
محمد الخزاعيّ قال حدّثنا عيسى بن إبراهيم تينة قال:
كتب ابن سيابة
إلى صديق له يقترض منه شيئا؛ فكتب إليه يعتذر له و يحلف أنّه ليس عنده ما سأله.
فكتب إليه: «إن كنت كاذبا فجعلك اللّه صادقا. و إن كنت ملوما فجعلك اللّه معذورا».
ضرط في جماعة
فكلم استه
أخبرني محمد بن
أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
كان ابن سيابة
الشاعر عندنا يوما مع جماعة نتحدّث و نتناشد و هو ينشدنا شيئا من شعره، فتحرّك
فضرط، فضرب بيده على استه غير مكترث، ثم قال: إمّا أن تسكتي حتّى أتكلّم، و إمّا
أن تتكلّمي حتى أسكت.
غمز غلاما
أمرد فأجابه
أخبرني عليّ بن
صالح بن الهيثم الأنباريّ الكاتب قال حدّثني أبو هفّان قال:
غمز ابن سيابة
غلاما أمرد ذات يوم فأجابه، و مضى به إلى منزله، فأكلا و جلسا يشربان. فقال له
الغلام: أنت