responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 327

نقد أبو العنبس الصيمري شعرا له فتهاجرا

حدّثني جحظة قال حدّثني عليّ بن يحيى قال: أنشد مروان بن أبي الجنوب المتوكّل ذات يوم:

إنّي نزلت بساحة المتوكّل‌

و نزلت في أقصى ديار الموصل‌

فقال له بعض من حضر: فكيف الاتّصال بين هؤلاء و المراسلة؟ فقال أبو العنبس الصّيمري: كان له حمام [1] هدىّ يبعث بها إليه من الموصل حتّى يكاتبه على أجنحتها. فضحك المتوكّل حتى استلقى، و خجل مروان و حلف بالطلاق لا يكلّم أبا العنبس أبدا، فماتا متهاجرين. كذا أكبر حفظي أنّ جحظة حدّثني به عن عليّ بن يحيى؛ فإنّي كتبته عن حفظي.

أنشد المتوكل في مرضه بالحمى قصيدة، فقال عليّ بن الجهم أن بعضها منتحل‌

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني إبراهيم بن المدبّر قال قرأت في كتاب قديم:

قال عوف بن محلّم لعبد اللّه بن طاهر في علّة اعتلّها:

فإن تك حمى [2] الرّبع شفّك وردها

فعقباك منها أن يطول لك العمر

وقيناك لو نعطى المنى فيك و الهوى‌

لكان بنا الشّكوى و كان لك الأجر

قال: ثم حمّ المتوكّل حمى الرّبع، فدخل عليه مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن أبي حفصة، فأنشده قصيدة له على هذا الرّويّ، و أدخل البيتين فيها، فسرّ بها [3]/ المتوكل. فقال له عليّ بن الجهم: يا أمير المؤمنين، هذا شعر مقول، و التفت إليّ و قال: هذا [4] يعلم. فالتفت إليّ [المتوكّل‌] و قال [5]: أتعرفه؟ فقلت: ما سمعته قبل اليوم. فشتم عليّ بن الجهم و قال له: هذا من حسدك و شرّك و كذبك. فلمّا خرجنا قال عليّ بن الجهم: ويحك! مالك قد جننت! أ ما تعرف هذا الشعر؟ قلت: بلى! و أنشدته إيّاه. فلمّا عدت إلى المتوكّل من غد قال له: يا أمير المؤمنين، قد اعترف لي بالشّعر و أنشدنيه،. فقال لي: أ كذاك هو؟ فقلت: كذب [يا أمير المؤمنين‌] [6]! ما سمعت به قطّ فازداد عليه غيظا و له شتما. فلمّا خرجنا قال لي: ما في الأرض شرّ منك. فقلت له: أنت أحمق، تريد منّي أن أجي‌ء إلى شعر قد قاله فيه شاعر يحبّه و يعجبه شعره فأقول له: إنّي أعرفه فأوقع نفسي و عرضي/ في لسان الشاعر لترتفع أنت عنده، و يسقط ذاك و يبغضني [7] أنا!


[1] الحمام الهدّاء: ضرب من الحمام يدرّب على السفر من مكان إلى مكان، فيرسل من أمكنة بعيدة فيذهب إلى حيث يراد منه أن يذهب، الواحد هاد، و الجمع هدّى (بالقصر) و هدّاء (بالمدّ)؛ كما يقال غاز و غزىّ و غزّاء. و ورود هذين الجمعين في الوصف المعتل اللام نادر.

[2] حمى الربع: التي تنوب في اليوم ثم تدع المريض يومين ثم ترده في اليوم الرابع.

[3] في ط، ف: «فأدخل البيتين فسر بهما ...».

[4] في ف: «قال: و هذا يعلم».

[5] في ف: «فقال لي المتوكل: أتعرفه».

[6] زيادة في ف.

[7] كذا في ف. و في سائر الأصول: «و يبغضني أيضا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست