كان
لمعن بن أوس امرأة يقال لها ثور و كان لها محبّا، و كانت حضريّة نشأت بالشأم، و
كانت في معن أعرابيّة و لوثة [1]، فكانت تضحك من عجرفيّته [2]. فسافر إلى الشأم في
بعض أعوامه [3]، فضلّت الرّفقة عن الطّريق و عدلوا عن الماء، فطووا منزلهم و ساروا
يومهم و ليلتهم، فسقط فرس معن في و جار ضبّ دخلت يده فيه، فلم يستطع الفرس أن يقوم
من شدّة العطش حتى حمله أهل الرّفقة حملا فأنهضوه، و جعل معن يقوده و يقول:
قدم على ابن
الزبير بمكة فلم يحسن ضيافته، و أكرمه ابن عباس و ابن جعفر فمدحهما و ذم ابن
الزبير
أخبرني عمّي
قال حدّثنا محمد بن سعد الكراني قال حدّثنا العمريّ عن العتبيّ قال:
قدم معن بن أوس
مكة على ابن الزّبير فأنزله دار الضّيفان، و كان ينزلها الغرباء و أبناء/ السبيل و
الضّيفان، فأقام يومه لم يطعم شيئا؛ حتّى إذا كان الليل جاءهم ابن الزّبير بتيس
هرم هزيل فقال: كلوا من هذا، و هم نيّف و سبعون رجلا؛ فغضب معن و خرج من عنده،
فأتى عبيد اللّه بن العبّاس، فقراه و حمله و كساه، ثم أتى عبد اللّه بن جعفر و
حدّثه حديثه، فأعطاه حتى أرضاه، و أقام عنده ثلاثا ثم رحل [7]. فقال يهجو ابن
الزّبير و يمدح ابن جعفر و ابن عبّاس رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين [8]: