responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 291

قال: أعلمتم أنّي في طلب هذا البيت منذ سنة، فما ظفرت به إلّا آنفا، و أحسبكم قد رأيتم السجدة له. ثم أسمعهم قوله:

ما بال عينك منها الماء ينسكب‌

ثم أنشدهم كلمته الأخرى التي يقول فيها:

إذا اللّيل عن نشز تجلّى رمينه‌

بأمثال أبصار النّساء الفوارك‌

/ قال: فضرب الكميت بيده على صدر الطّرمّاح، ثم قال: هذه و اللّه الدّيباج لا نسجي و نسجك الكرابيس [1].

فقال الطرماح: لن أقول ذلك و إن أقررت بجودته. فقطّب [2] ذو الرّمّة و قال: يا طرمّاح! أ أنت تحسن أن نقول:

و كائن تخطّت ناقتي من مفازة

إليك و من أحواض ماء مسدّم [3]

بأعقاره القردان هزلى كأنّها

نوادر صيصاء الهبيد المحطّم [4]

فأصغى الطّرمّاح إلى الكميت و قال له: فانظر ما أخذ من ثواب هذا الشعر!- قال: و هذه قصيدة مدح بها ذو الرّمّة عبد الملك، فلم يمدحه فيها و لا ذكره إلّا بهذين البيتين، و سائرها في ناقته. فلمّا قدم على عبد الملك بها أنشده إيّاها. فقال له: ما مدحت بهذه القصيدة إلا ناقتك، فخذ منها الثّواب. و كان ذو الرّمّة غير محظوظ من المديح- قال: فلم يفهم ذو الرمّة قول الطرماح للكميت. فقال له الكميت: إنه ذو الرمّة و له فضله، فأعتبه [5] فقال له الطرماح: معذرة إليك! إنّ عنان الشّعر لفي كفّك، فارجع معتبا، و أقول فيك كما قال أبو المستهلّ.

مر يخطر بمسجد البصرة فسأل عنه رجل فأنشد هو شعرا

أخبرني الحسن بن علي و محمد بن يحيى الصّولي قالا حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد بن إبراهيم بن عبّاد قال حدّثني أبو تمّام الطائيّ قال:

مرّ الطرماح بن حكيم في مسجد البصرة و هو يخطر في مشيته. فقال رجل: من هذا الخطّار؟ فسمعه فقال: أنا الذي أقول:

صوت‌

لقد زادني حبّا لنفس أنّني‌

بغيض إلى كلّ امرئ غير طائل [6]


[1] الكرابيس: جمع كرباس (بكسر الكاف) و هو ثوب غليظ من القطن.

[2] كذا في ط، م. و في سائر الأصول: «فغضب».

[3] الماء المسدم: المتغير لطول العهد.

[4] في هذا البيت تحريف كثير في الأصول. و الصواب في ط و «الديوان». و الأعقار: جمع عقر. و عقر الحوض: مؤخره حيث تقف الإبل إذا وردت. و في «الديوان»: «بأعطانه». و قد أشار شارح «الديوان» إلى روايتنا. و الأعطان: مبارك الإبل. و الهبيد: حب الحنظل.

و الصيصاء: الضاوي الهزيل منه. يقول: القردان ليس لديها شي‌ء تأكله فهي هزلى؛ فشبهها بما يشذ و يخرج من ضاوي حب الحنظل. (راجع شرح «الديوان»).

[5] أعتبه: أرضاه و أزال عتبه.

[6] رجل غير طائل أي دون خسيس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست