فأصغى
الطّرمّاح إلى الكميت و قال له: فانظر ما أخذ من ثواب هذا الشعر!- قال: و هذه
قصيدة مدح بها ذو الرّمّة عبد الملك، فلم يمدحه فيها و لا ذكره إلّا بهذين
البيتين، و سائرها في ناقته. فلمّا قدم على عبد الملك بها أنشده إيّاها. فقال له:
ما مدحت بهذه القصيدة إلا ناقتك، فخذ منها الثّواب. و كان ذو الرّمّة غير محظوظ من
المديح- قال: فلم يفهم ذو الرمّة قول الطرماح للكميت. فقال له الكميت: إنه ذو
الرمّة و له فضله، فأعتبه [5] فقال له الطرماح: معذرة إليك! إنّ عنان الشّعر لفي
كفّك، فارجع معتبا، و أقول فيك كما قال أبو المستهلّ.
مر يخطر
بمسجد البصرة فسأل عنه رجل فأنشد هو شعرا
أخبرني الحسن
بن علي و محمد بن يحيى الصّولي قالا حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد
بن إبراهيم بن عبّاد قال حدّثني أبو تمّام الطائيّ قال:
مرّ الطرماح بن
حكيم في مسجد البصرة و هو يخطر في مشيته. فقال رجل: من هذا الخطّار؟ فسمعه فقال:
أنا الذي أقول:
[4] في هذا
البيت تحريف كثير في الأصول. و الصواب في ط و «الديوان». و الأعقار: جمع عقر. و
عقر الحوض: مؤخره حيث تقف الإبل إذا وردت. و في «الديوان»: «بأعطانه». و قد أشار
شارح «الديوان» إلى روايتنا. و الأعطان: مبارك الإبل. و الهبيد: حب الحنظل.
و الصيصاء:
الضاوي الهزيل منه. يقول: القردان ليس لديها شيء تأكله فهي هزلى؛ فشبهها بما يشذ
و يخرج من ضاوي حب الحنظل. (راجع شرح «الديوان»).