responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 271

طلب بنو عامر إلى مرة بن دودان أن يهجو بني الديان فأبى‌

فلمّا رجع القوم إلى بني عامر، وثبوا على مرّة بن دودان و قالوا له: أنت من بني عامر، و أنت شاعر، و لم تهج بني الدّيّان! فقال مرّة:

تكلّفني هوازن فخر قوم‌

يقولون: الأنام لنا عبيد

أبونا مذحج و بنو أبيه‌

إذا ما عدّت الآباء هود [1]

و هل لي إن فخرت بغير حقّ‌

مقال و الأنام لهم شهود

فأنّى تضرب الأعلام [2] صفحا

عن العلياء أم من ذا يكيد [3]

فقولوا يا بني عيلان كنّا

لهم قنّا [4]، فما عنها محيد

محاورة ابن جفنة ليزيد بن عبد المدان و القيسيين‌

و قال ابن الكلبيّ في هذه الرواية: قدم يزيد بن عبد المدان و عمرو بن معد يكرب و مكشوح المراديّ على ابن جفنة زوّارا، و عنده [5] وجوه قيس: ملاعب الأسنّة عامر بن مالك، و يزيد بن عمرو بن الصّعق، و دريد بن الصّمّة.

فقال ابن جفنة ليزيد بن عبد المدان: ما ذا كان يقول الدّيّان إذا أصبح فإنه كان ديّانا [6]. فقال: كان يقول: آمنت بالذي رفع هذه (يعني السماء)، و وضع هذه (يعني الأرض)، و شقّ هذه (يعني أصابعه)، ثم يخرّ ساجدا و يقول:

سجد وجهي للّذي خلقه [7] و هو عاشم [8]، و ما جشّمني من شي‌ء فإنّي جاشم. فإذا رفع رأسه قال:

إن تغفر اللّهم تغفر جمّا

و أيّ عبد لك ما ألمّا [9]

فقال ابن جفنة: إنّ هذا لذو دين. ثم مال [10] على القيسيين و قال: أ لا تحدّثوني عن هذه الرياح/: الجنوب و الشّمال و الدّبور و الصّبا و النّكباء، لم سمّيت بهذه الأسماء؛ فإنه قد أعياني علمها؟ فقال القوم: هذه أسماء وجدنا العرب عليها لا نعلم غير هذا فيها. فضحك يزيد بن عبد المدان ثم قال: يا خير الفتيان، ما كنت أحسب أنّ هذا يسقط [11] علمه على هؤلاء و هم أهل الوبر. إنّ العرب تضرب أبياتها [12] في القبلة مطلع الشمس، لتدفئهم في الشّتاء


[1] هود: جمع هائد، و هو الراجع إلى الحق.

[2] في بعض الأصول: «الأعمال».

[3] في أ، ب، س: «تكيد» و هو تصحيف. و المعنى: كيف يضرب الأعلام المشهورون صفحا عن العلياء و يعرضوا عن السعي إليها مع أن ذلك سجية فيهم! أم من ذا يكيد عدوّه إذا لم يكد هؤلاء الأعلام عدوّهم! يصفهم بأنهم ذوو مكارم و قوة، و يقول: قوم هذا شأنهم كيف السبيل إلى هجوهم و النيل منهم!

[4] القن: العبد ملك هو و أبواه، يطلق على المفرد و الجمع، أو يجمع أفنانا و أقنة.

[5] في ط، م. «فلقوا عنده».

[6] المناسب من معاني الديان هنا: الحاكم و السائس و القاضي.

[7] في ط، م، أ: «لمن خلقه».

[8] العاشم: الطامع.

[9] في ط، ج، م: «و كل عبد لك قد ألما». و ألم: باشر اللمم أي صغار الذنوب.

[10] في ط، م: «ثم أقبل على ...».

[11] كذا في جميع الأصول الخطية، بتضمين «يسقط» معنى «يخفى». و في ب، س: «يسقط علمه عن».

[12] في ط، ح، م: «أبنيتها».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست