و قال ابن
الكلبيّ في هذه الرواية: قدم يزيد بن عبد المدان و عمرو بن معد يكرب و مكشوح
المراديّ على ابن جفنة زوّارا، و عنده [5] وجوه قيس: ملاعب الأسنّة عامر بن مالك،
و يزيد بن عمرو بن الصّعق، و دريد بن الصّمّة.
فقال ابن جفنة
ليزيد بن عبد المدان: ما ذا كان يقول الدّيّان إذا أصبح فإنه كان ديّانا [6].
فقال: كان يقول: آمنت بالذي رفع هذه (يعني السماء)، و وضع هذه (يعني الأرض)، و شقّ
هذه (يعني أصابعه)، ثم يخرّ ساجدا و يقول:
سجد وجهي للّذي
خلقه [7] و هو عاشم [8]، و ما جشّمني من شيء فإنّي جاشم. فإذا رفع رأسه قال:
فقال ابن جفنة:
إنّ هذا لذو دين. ثم مال [10] على القيسيين و قال: أ لا تحدّثوني عن هذه الرياح/:
الجنوب و الشّمال و الدّبور و الصّبا و النّكباء، لم سمّيت بهذه الأسماء؛ فإنه قد
أعياني علمها؟ فقال القوم: هذه أسماء وجدنا العرب عليها لا نعلم غير هذا فيها.
فضحك يزيد بن عبد المدان ثم قال: يا خير الفتيان، ما كنت أحسب أنّ هذا يسقط [11]
علمه على هؤلاء و هم أهل الوبر. إنّ العرب تضرب أبياتها [12] في القبلة مطلع
الشمس، لتدفئهم في الشّتاء
[3] في أ، ب،
س: «تكيد» و هو تصحيف. و المعنى: كيف يضرب الأعلام المشهورون صفحا عن العلياء و
يعرضوا عن السعي إليها مع أن ذلك سجية فيهم! أم من ذا يكيد عدوّه إذا لم يكد هؤلاء
الأعلام عدوّهم! يصفهم بأنهم ذوو مكارم و قوة، و يقول: قوم هذا شأنهم كيف السبيل
إلى هجوهم و النيل منهم!
[4] القن:
العبد ملك هو و أبواه، يطلق على المفرد و الجمع، أو يجمع أفنانا و أقنة.