responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 96

اعقروه. فقال لقيط: و اللّه لا يعقر حتّى يكون فحل [1] إبلي غدا-. و كان البعير من عصافير المنذر التي أخذها قرّة بن هبيرة [2] بن عامر بن سلمة بن قشير. و العصافير: إبل كانت للملوك نجائب- ثم استقبلهم معاوية بن عبادة بن عقيل و كان أعسر فقال:

أنا الغلام الأعسر

الخير فيّ و الشّر

و الشرّ [3] فيّ أكثر

فتشاءمت بنو أسد و قالوا: ارجعوا عنهم و أطيعونا. فرجعت بنو أسد فلم تشهد جبلة مع لقيط إلا نفيرا يسيرا، منهم شأس بن أبي بليّ [4] أبو عمرو بن شأس الشاعر، و معقل بن عامر بن موألة [5] المالكيّ. و قال الناس للقيط: ما ترى؟ فقال: أرى أن تصعدوا إليهم. فقال شأس: لا تدخلوا على بني عامر؛ فإني أعلم النّاس بهم، قد قاتلتهم و قاتلوني و هزمتهم و هزموني، فما رأيت قوما قطّ أقلق بمنزل من بني عامر!/ و اللّه ما وجدت لهم مثلا إلّا الشّجاع؛ فإنه لا يقرّ في حجره قلقا، و سيخرجون إليكم. و اللّه لئن بتّم [6] هذه الليلة لا تشعرون بهم إلّا و هم منحدرون عليكم. فقال لقيط. و اللّه لندخلنّ عليهم. فأتوهم و قد أخذوا حذرهم. و جعل الأحوص ابنه شريحا على تعبئة الناس. فأقبل لقيط و أصحابه مدلّين فأسندوا [7] إلى الجبل حتى ذرّت الشمس. فصعد لقيط في الناس و أخذ بحافتي الشّجن [8]. فقالت بنو عامر للأحوص: قد أتوك. فقال: دعوهم. حتى إذا نصفوا الجبل و انتشروا فيه، قال الأحوص: حلّوا عقل/ الإبل ثم احدروها و اتّبعوا آثارهم [9]، و ليتبع كلّ رجل منكم بعيره حجرين أو ثلاثة، ففعلوا ثم صاحوا بها، فلم يفجأ الناس إلّا الإبل تريد الماء و المرعى، و جعلوا يرمونهم بالحجارة و النّبل؛ و أقبلت الإبل تحطم كلّ شي‌ء مرّت به، و جعل البعير يدهدي بيديه [10] كذا و كذا حجرا. و قد كان لقيط و أصحابه سخروا منهم حين صنعوا بالإبل ما صنعوا. فقال رجل من بني أسد:

زعمت أنّ العير لا تقاتل‌

بلى إذا تقعقع [11] الرحائل‌

و اختلف الهنديّ و الذّوابل‌

و قالت الأبطال من ينازل‌

بلى و فيها حسب و نائل‌


[1] في «أ، م، ج»: «فحل أبي غدا». و في «ب، س»: «محل أبي غدا». و التصويب من «النقائض»، و فيها «نذرا» بدل كلمة «غدا».

[2] في «الأصول»: «قرة بن زهير». و التصويب من «النقائض» و «تاريخ الطبري».

[3] كذا في «النقائض». و في «الأصول»: «و الضرفيّ ...».

[4] في «الأصول»: «... شأس بن أبي ليلى ...» و التصويب من «النقائض» شرح التبريزي ل «ديوان الحماسة» ص 139 طبع مدينة بن سنة 1828 م).

[5] في «الأصول»: «موالكة». و التصويب من «النقائض» و كتب اللغة.

[6] كذا في «النقائض». و في «الأصول»: «لئن نمتم ...».

[7] أسندوا إلى الجبل: اعتمدوا عليه. فقال: سند و تساند و أسند إلى الشي‌ء و استند إذا اعتمد عليه.

[8] الشجن: (بالفتح): أعلى الوادي. و في «النقائض»: «بحافتي الشعب».

[9] في «النقائض»: «أدبارها».

[10] كذا في «النقائض». و في «الأصول»: «بصدره».

[11] كذا في «النقائض». و في «الأصول»: «إذا ما قعقع». و تقعقع الشي‌ء: اضطرب و تحرك. و الرحائل: جمع رحالة و هي السرج من جلود لا خشب فيه يتخذ للركض الشديد.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست