غنى فيه
إبراهيم الموصليّ هزجا بالبنصر من رواية عمرو بن بانة. و فيه لحن لمالك. يعني أنّ
سحابة مرّت عليه ليلا و أن أنواء الجوزاء أسرت عليه بها. و تزجي: تسوق و تدفع.
عليه أي على الثور [2]. و الكلّاب: صاحب الكلاب. و قوله «بات له طوع/ الشوامت» أي
بات له ما يسرّ السوامت اللّواتي شمتن [3] به. و صمع الكعوب: يعني قوائمه أنها
لازقة محدّدة الأطراف ليست برهلات. و أصل الصّمع رقّة الشيء و لطافته. و الحرد
[4]: داء يعيبه، يقال بعير أحرد، و ناقة حرداء. و المحجر: الملجأ. و النّجد [5]:
الشجاع. و الفريصة: مرجع الكتف إلى الخاصرة و المدري: القرن.
و المبيطر:
البيطار. و العضد: داء يأخذ في العضد.
و في لحن
إبراهيم الموصليّ بعد «فارتاع من صوت كلّاب»:
قال الأصمعيّ:
زال النهار بنا أي انتصف. و «بنا» هاهنا في موضع «علينا». و من روى «مستوجس» فإنه
يعني أنه قد أوجس شيئا خافه [7] فهو يستوجس. و الجليل [8]: الثّمام، واحدته جليلة.
و وجرة: طرف السّيّ [9] و هي فلاة بين مرّان و ذات عرق و هي/ ستون ميلا يجتمع فيها
الوحش. و موشيّ أكارعه أي أنه أبيض في قوائمه نقط سود و في وجهه سفعة [10]. و طاوي
المصير: ضامر. و المصير المعى، و جمعه المصران. و الفرد: المنقطع القرين، يقال:
فرد و فرد و
فرد.
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصليّ
قال:
[1]
ضمران: اسم كلب: و كان الرياشي يرويه بالفتح عن الأصمعي. و يوزعه: يغريه. أي كان
الكلب من الثور بالمكان الذي يغريه الكلاب، كما تقول للرجل: أنا حيث يحب. و نصب
طعن بمحذوف أي طعنه طعن المعارك. و المعارك: المقاتل. يريد أنه لما دنا الكلب من
الثور طعنه الثور فنشب في قرنه. و إذا ففي الكلام إيجاز بالحذف.
[2] الثور
المذكور في قوله: «كأن رحلى ... إلخ» البيتين الآتيين، و هما مذكوران في «الديوان»
قبل هذا البيت.
[3] هذا
الشرح الذي ذكره المؤلف إنما هو على رواية «طوع الشوامت» بالرفع. قال ابن السكيت
في بيان هذه الرواية: يقول بات له ما أطاع شامته من البرد و الخوف أي بات له ما
تشتهي شوامته. قال: و سرورها به هو طوعها، و من ذلك يقال: اللهم لا تطيعن بي شامتا
أي لا تفعل بي ما يحب فتكون كأنك أطعته. و يروي «طوع الشوامت» بالنصب. و الشوامت
على هذه الرواية هي القوائم، واحدتها شامتة. يقول: فبات له الثور طوع شوامته أي
قوائمه أي بات قائما. (راجع «لسان العرب» في مادة شمت).
[4] الحرد:
استرخاء عصب في يدي البعير من شد العقال و ربما كان خلقه. و إذا كان به هذا الداء
نفض يديه و ضرب بهما الأرض ضربا شديدا.
[5] هذا على
رواية ضم الجيم، و هو حينئذ صفة للمعارك. و يروي «النجد» بكسر الجيم وصفا من النجد
(بالتحريك) و هو العرق من عمل أو كرب أو غيره. و هو على هذه الرواية يكون وصفا
للمحجر، أي المحجر المكروب.
[6] قال ابن
الأعرابي: الاستئناس: النظر و التوجس كأنه يخاف الإنس.