مطجّنة
[1]. و لو اقتصرت على رجل واحد لما اخترت سوى علّويه؛ لأنه إن حدّثني ألهاني، و إن
غنّاني أشجاني، و إن رجعت إلى رأيه كفاني.
حضر عند سعيد
بن عجيف فأكرمه ثم طلبه عجيف:
حدّثني عمي قال
حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن محمد الأبزاريّ قال:
كنت عند سعيد
بن عجيف أنا و عبد الوهّاب بن الخصيب و عبد اللّه بن صالح صاحب المصلّى، إذ دخل
عليه حاجبه فقال له: علّويه بالباب، فأذن له فدخل. فقال له: لا تحمدني فإنّي لم
يجئني رسول رجل اليوم، فعرضت إخواني جميعا على قلبي فلم يقع عليه غيرك. فدعا له
ببرذون ادهم بسرجه و لجامه فأهداه إليه، و جلسنا نشرب و علّويه يغنّي. فلمّا
توسّطنا أمرنا جاء رسول عجيف [2] يطلبه في منزله، فقالوا له: هو عند ابنه سعيد.
فأتاه الرسول فقال له: أجب الأمير. فقلنا: هذا شيء ليس فيه حيلة. و قد جاء الرسول
و هو يغنّي:
- لحن علّويه في هذا رمل. و الشعر للفرزدق-
قال: فقام علّويه ثم قال: هو ذا، أمضى إلى الأمير فأحدّثه بحديثنا و أستأذنه في
الانصراف بوقت يكون فيه فضل لكم. فانصرف بعد المغرب و معه جام، فيه مسك و عشرة
آلاف درهم و منيان [4] فيهما رماطون [5]، فقال: جئت أشرب عندكم، و آخذه [6] و
أنصرف إلى إنسان له عندي أياد (يعني عليّ بن معاذ أخا يحيى بن معاذ) فلم يزل عندنا
حتّى همّ بالانصراف. فلمّا رأيت ذلك فيه قمت قبله فأتيت منزل عليّ بن معاذ، فقيل
له: ابن الأبزاريّ بالباب. فبعث إليّ: إن أردت مضاء فخذه (يعني غلاما كان يغنّي)،
فقلت له:
لست أريده،
إنّما أريدك أنت، فأذن لي فدخلت. فقال: أ لك حاجة في هذا الوقت؟ فقلت: الساعة
يجيئك علّويه.
فقال: و ما
يدريك؟ فحدّثته بالحديث. و دخل علّويه، فقال لي: ما جاء بك إلى هاهنا فقلت [7]: ما
كنت لأدع بقيّة ليلتي هذه تضيع، فما زال يغنّينا و نشرب حتى نام الناس ثم انصرفنا.
فضله عمرو بن
بانة على نفسه:
حدّثني جعفر بن
قدامة قال حدّثنا هارون بن مخارق قال حدّثني أبي قال: