اسمه عبد اللّه
بن عمر بن عبد اللّه بن عليّ بن عديّ بن ربيعة بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد
مناف، و يكنى أبا عديّ [1]، شاعر مجيد من شعراء قريش، و من مخضرمي الدّولتين، و له
أخبار مع بني أميّة و بني هاشم تذكر في غير هذا الموضع.
سبب نسبه إلى
العبلات:
و يقال له عبد
اللّه بن عمر العبليّ، و ليس منهم؛ لأنّ العبلات من ولد أميّة الأصغر بن عبد شمس.
سمّوا بذلك لأنّ أمّهم عبلة بنت عبيد بن حارك [2] بن قيس بن مالك بن حنظلة بن مالك
بن زيد مناة بن تميم، و هؤلاء يقال لهم براجم بني تميم، ولدت لعبد شمس بن عبد مناف
[3] أميّة الأصغر، و عبد أميّة و نوفلا، و أمه من بني عبد شمس [4]، فهؤلاء يقال
لهم العبلات، و لهم جميعا عقب. أمّا أميّة الأصغر فإنّهم بالحجاز، و هم بنو الحارث
بن أميّة، منهم عليّ بن عبد اللّه بن الحارث، و منهم الثّريا صاحبة ابن أبي ربيعة.
/ و أمّا بنو
نوفل و عبد أميّة [5] فإنّهم بالشام كثير. و عبد العزّى بن عبد شمس كان يقال له
أسد البطحاء. و إنّما أدخلهم النّاس في العبلات لمّا صار الأمر لبني أميّة الأكبر
و سادوا و عظم شأنهم في الجاهليّة و الإسلام و كثر أشرافهم، فجعل/ سائر بني عبد
شمس من لا يعلم قبيلة واحدة، فسمّوهم أميّة الصّغرى، ثم قيل لهم العبلات لشهرة
الاسم.
و عليّ بن عديّ
جدّ هذا الشاعر شهد مع عائشة يوم الجمل. و له يقول شاعر بني ضبّة لعنة اللّه عليه:
كان في أيام
بني أمية يميل إلى بني هاشم ثم خرج على المنصور مع محمد بن عبد اللّه بن الحسن:
فأمّا عبد
اللّه بن عمر هذا الشاعر فكان في أيّام بني أميّة يميل إلى بني هاشم و يذمّ بني
أميّة، و لم يكن منهم إليه صنع جميل، فسلم بذلك في أيّام بني العبّاس، ثم خرج على
المنصور في أيّامه مع محمد بن عبد اللّه بن الحسن.
فرّق هشام بن
عبد الملك أموالا و لم يعطه فقال شعرا:
[2] كذا في
«الأصول»: و في تاج العروس (في مادة عبل): «... قال الدارقطني: هي عبلة بنت عبيد
بن جادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. و قال غيره: هي عبلة بنت
نافذ ابن قيس بن حنظلة». و في كتاب «الأنساب» للسمعاني: (في الكلام على العبلي):
«... و علبة بنت عبيد بن حافل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ...».