فقالت: و اللّه
ما قلت إلّا جميلا، و لا وصفت إلا كرما و طيبا و تقى و دينا، أعطوه ألف درهم.
فلمّا كانت الجمعة الأخرى تعرّض لها، فقالت: عليّ به فجاء. فقالت:/ أنشدني من شعرك
في زينب. فقال: أو أنشدك من قول الحارث فيك؟ فوثب مواليها، فقالت: دعوه؛ فإنه أراد
يستقيد لابنة عمّه، هات. فأنشدها:
قالت: و اللّه
ما ذكر إلا جميلا، ذكر أنّي إذا صبّحت زوجا بوجهي غدا بكواكب الطّلق، و أني غدوت
مع أمير تزوّجني إلى الشرق. أعطوه ألف درهم و اكسوه حلّتين، و لا تعد لإتياننا يا
نميريّ.
أخر الحارث
بن خالد الصلاة لتتم طوافها:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن سلّام:
أن عبد الملك
ولّى الحارث بن خالد على مكّة. فأذّن المؤذّن، و خرج للصلاة، فأرسلت إليه عائشة
بنت طلحة: قد بقي من طوافي شيء لم آته، و كان يتعشّقها، فأمر المؤذّن فكفّ عن
الإقامة، ففرغت من طوافها. و بلغ ذلك عبد الملك فعزله. فقال: ما أهون و اللّه غضبه
و عزله إيّاي عليّ عند رضاها عنّي.
كانت معناة
بعجيزتها:
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز حدّثني عمر بن شبّة قال:
قال سلم بن
قتيبة: رأيت عائشة بنت طلحة بمنى أو مسجد الخيف، فسألتني من أنت؟ قلت: سلم بن
قتيبة.
فقالت: رحم
اللّه مصعبا! ثم ذهبت تقوم و معها/ امرأتان تنهضانها، فأعجزتها [2] أليتاها من
عظمهما، فقالت: إنّي بكما لمعنّاة. فذكرت قول الحارث:
و تنوء تثقلها عجيزتها
نهض الضعيف ينوء بالوسق
و روى هذا
الخبر هارون بن الزيّات عن جعفر بن محمد عن أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال
حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أبو عمرو بن خلّاد عن المدائنيّ قال:
قال أبو هريرة/
لعائشة بنت طلحة: ما رأيت شيئا أحسن منك إلّا معاوية أوّل يوم خطب على منبر
[1]
مرت هذه الأبيات مع اختلاف يسير في «الرواية» في ترجمة الحارث بن خالد المخزومي في
الجزء الثالث صفحة 319 من هذه الطبعة.
[2] في «ج»:
«فانخزلت أليتاها» أي انقطعتا و تميزتا كأنهما شيء آخر؛ قال الأعشى: