أنشدني له،
فأنشدته حتى برق الفجر. فقال: حسبك الآن، اقرأ القرآن. قلت: و ما أقرأ؟ قال: اقرأ
الواقعة، فقرأتها و نزل فأذّن و صلّى.
أخبرني محمد بن
القاسم الأنباريّ قال حدّثني أبي قال حدّثنا أحمد بن عبيد قال أخبرنا أبو عبيدة عن
عيسى بن يزيد بن بكر قال قال ابن عبّاس: خرجت مع عمر، ثم ذكر الحديث نحو هذا.
استعاذ منه
النبي صلى اللّه عليه و سلم فما قال شعرا حتى مات:
وجدت في بعض
الكتب عن عبد اللّه/ بن شبيب عن الزّبير بن بكّار عن حميد بن محمد بن عبد العزيز
الزّهريّ عن أخيه إبراهيم بن محمد يرفعه:
أنّ رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى زهير بن أبي سلمى و له مائة سنة فقال: «اللهم أعذني
من شيطانه» فما لاك بيتا حتى مات.
خرج أبوه أبو
سلمى مع خاله و ابن خاله لغزو طيء فمنعاه حقه في المغنم، و شعره في ذلك:
قال ابن
الأعرابيّ و أبو عمرو الشّيبانيّ:
كان من حديث
زهير و أهل بيته أنهم كانوا من مزينة، و كان بنو عبد اللّه بن غطفان جيرانهم، و
قدما ولدتهم بنو مرّة. و كان من أمر أبي سلمى أنه خرج و خاله أسعد بن العدير بن
مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض و ابنه كعب/ بن أسعد في ناس من بني مرّة
يغيرون على طيء، فأصابوا نعما كثيرة و أموالا فرجعوا حتى انتهوا إلى أرضهم. فقال
أبو سلمى لخاله أسعد و ابن خاله كعب: أفردا لي سهمي، فأبيا عليه و منعاه حقّه،
فكفّ عنهما؛ حتى إذا كان الليل أتى أمّه فقال: و الذي أحلف به لتقومنّ إلى بعير من
هذه الإبل فلتقعدنّ عليه أو لأضربنّ بسيفي تحت قرطيك. فقامت أمّه إلى بعير منها
فاعتنقت سنامه، و ساق بها أبو سلمى و هو يرتجز و يقول:
[1]
الذي تقدّم في الصفحة السابقة: «يعاظل في الكلام». و الذي في «اللسان» و شرح
«القاموس» في استعمالات هذه المادة أنه يتعدى بنفسه، يقال عاظل الكلام كما يقال
عاظل فيه و بينه.
[2] يقول:
إذا تسابقت قيس بن عيلان لإدراك غاية من المجد تسوّد من سبق إليها كنت السابق
إليها. و قيس بن عيلان: قبيلة. (راجع الجزء السادس من «الأغاني» حاشية رقم 1 ص 1
من هذه الطبعة).
[3] يقال:
رجل طلق اليدين إذا كان معطاء. و ظاهر أنه يريد أن يصف الجواد بأنه ماض يجود بما
عنده من العدو. و المبرز: الذي سبق الناس إلى الكرم و الخير. و المزند هنا: البخيل
أو اللئيم. و يروى: «غير مجلد» أي ينتهي إلى الغايات من غير أن يجلد و يضرب.
[4] في
الأصول: «فيسرع». و التصويب عن «الديوان» بشرح الأعلم، و رواية البيت فيه.