فلما قرأت
الأبيات ضحكت، و دخلت إلى المهديّ فشفعت له إليه، و أنشدته الشعرين، فضحك حتى
استلقى، و دعا به و ريطة معه في الحجلة [1] فدخل؛ فأخرج رأسه إليه و قال: قد
شفّعنا ريطة فيك، و أمرنا لك بسبعة آلاف درهم. فقال: أمّا شفاعة سيّدتي فيّ حتى
أعفيتني فأعفاها اللّه من النار. و أمّا السبعة الآلاف فما أعجبني ما فعلته؛ إمّا
أن تتمّها بثلاثة آلاف فتصير عشرة، أو تنقصني منها ألفين فتصير خمسة آلاف، فإنّي
لا أحسن حساب السبعة. فقال: قد جعلتها خمسة. قال: أعيذك باللّه أن تختار أدنى
الحالين و أنت أنت. فعبث به المهديّ ساعة ثم تكلّمت فيه ريطة فأتمّها له عشرة آلاف
درهم.
أنشد المهدي
شعره في نخاس فضحك منه:
أخبرني الحسين
بن عليّ عن حمّاد عن أبيه قال:
مرّ أبو دلامة
بنخّاس يبيع الرقيق، فرأى عنده منهنّ من كل شيء حسن، فانصرف مهموما، فدخل إلى
المهدي فأنشده: