responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 412

و كنّا بالخليفة قد عقدنا

لواء الأمر فانتقض اللواء

فنحن رعيّة هلكت ضياعا

تسوق بنا إلى الفتن الرّعاء

قال: ما قلت هذا يا أمير المؤمنين. قال: كذبت و اللّه! أ فلست القائل:

هلك النّدى إذ بنت يا ابن محمد

فجعلته لك في التراب عديلا

و لقد سألت الناس بعدك كلّهم‌

فوجدت أكرم من سألت بخيلا

و لقد حلفت على يمين برّة

باللّه ما أعطيت بعدك سولا

فقال أبو دلامة: إنّ أخاك صلّى اللّه عليه غلبني على صبري، و سلبني عزيمتي، و عزّني بإحسانه إليّ و جزعي عليه، فقلت ما لم أتأمّله، و إني أرغب في الثمن فاستفره السّلعة حيّا و ميّتا. فإن أعطيت ما أعطى، أخذت ما أخذ. فأمر به فحبس ثلاثا ثم خلّى سبيله و دعاه إليه فوصله، ثم عاد له إلى ما كان عليه.

أمره روح بن حاتم بمبارزة خارجى فخدعه:

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني أحمد بن سعيد الدّمشقيّ قال حدّثني أبو دلامة قال:

أتي بي المنصور أو المهديّ و أنا سكران، فحلف ليخرجنّي/ في بعث حرب، فأخرجني مع روح بن حاتم [1] المهلّبيّ لقتال الشّراة [2]. فلما التقى الجمعان قلت لروح: أما و اللّه لو أنّ تحتي فرسك و معي سلاحك لأثّرت في عدوّك اليوم أثرا ترتضيه. فضحك و قال: و اللّه العظيم لأدفعنّ ذلك إليك، و لآخذنّك بالوفاء بشرطك. و نزل عن فرسه و نزع سلاحه و دفعهما إليّ، و دعا بغيرهما فاستبدل به. فلمّا حصل ذلك في يدي و زالت عنّي حلاوة الطمع، قلت له: أيها الأمير، هذا مقام العائذ بك، و قد قلت بيتين فاسمعهما. قال: هات، فأنشدته:

إني استجرتك أن أقدّم في الوغى‌

لتطاعن و تنازل و ضراب‌

فهب السّيوف رأيتها مشهورة

فتركتها و مضيت في الهرّاب‌

ما ذا تقول لما يجي‌ء و ما يرى‌

من واردات الموت في النّشّاب‌

فقال: دع عنك هذا و ستعلم. و برز رجل من الخوارج يدعو للمبارزة، فقال: اخرج إليه يا أبا دلامة.

فقلت: أنشدك اللّه أيّها الأمير في دمي. قال: و اللّه لتخرجنّ. فقلت: أيها الأمير فإنه أوّل يوم من الآخرة. و آخر يوم من الدنيا، و أنا و اللّه جائع ما شبعت منّي جارحة من الجوع، فمر لي بشي‌ء آكله ثم أخرج. فأمر لي برغيفين و دجاجة، فأخذت ذلك و برزت عن الصفّ. فلما رآني الشاري أقبل نحوي عليه فرو و قد أصابه المطر فابتلّ، و أصابته الشمس فاقفعلّ [3] و عيناه تقدان، فأسرع إليّ./ فقلت له: على رسلك يا هذا كما أنت، فوقف.

فقلت: أ تقتل من لا يقاتلك؟ قال لا. قلت: أ تقتل رجلا على دينك؟ قال لا. قلت: أ فتستحلّ ذلك قبل أن تدعو من تقاتله إلى دينك؟ قال: لا، فاذهب عنّي إلى لعنة اللّه. قلت: لا أفعل أو تسمع منّي. قال: قل. قلت: هل كانت بيننا قطّ عداوة أو ترة، أو تعرفني بحال تحفظك عليّ، أو تعلم بين أهلي و أهلك وترا؟ قال: لا و اللّه.


[1] هو روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، ولي إفريقية و البصرة و غيرهما، و كان جليلا شجاعا جوادا.

[2] الشراة: الخوارج.

[3] كذا في ح. و اقفعل: تقبض. و في سائر النسخ: «فانفعل». هو تحريف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست