مدح المتوكل
بقصيدة و أرسلها من حبسه مع علي بن يحيى:
أخبرني علي بن
العبّاس قال حدّثني محمد بن عبد السلام قال:
رأيت مع عليّ
بن يحيى المنجّم قصيدة عليّ بن الجهم يمدح المتوكّل و يصف الهارونيّ [2]، فقلت له:
يا أبا الحسن، ما هذه القصيدة معك؟ فضحك و قال: قصيدة لعليّ بن الجهم سألني عرضها
على أمير المؤمنين فعرضتها. فلمّا سمع قوله:
غضب و تربّد
وجهه و قال: هذا بما كسبت يداه، و لم يسمع تمام القصيدة.
شاع مذهبه و
شره فسافر لحلب فقتل في الطريق و قال شعرا قبل موته:
أخبرني عليّ بن
العبّاس قال حدّثني الحسين بن موسى قال:
لمّا شاع في
الناس مذهب عليّ بن الجهم و شرّه و ذكره كلّ أحد بسوء من صديقه و عدوّه تحاماه
الناس، فخرج عن بغداد إلى الشأم، فاتّفقنا في قافلة إلى حلب. و خرج علينا نفر من
الأعراب، فتسرّع إليهم قوم من المقاتلة، و خرج فيهم فقاتل قتالا شديدا و هزم
الأعراب. فلمّا كان من غد خرج علينا منهم خلق كثير، فتسرّعت إليهم المقاتلة و خرج
فيهم فأصابته طعنة قتلته، فجئنا به و احتملناه و هو ينزف دمه. فلما رآني بكى و جعل
يوصيني بما يريد. فقلت له: ليس عليك بأس. فلما أمسينا قلق قلقا شديدا و أحسّ
بالموت، فجعل يقول: