responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 403

نطق الهوى بجوى هو الحقّ‌

و ملكتني فليهنك الرّقّ‌

رفقا بقلبي يا معذّبه‌

رفقا و ليس لظالم رفق‌

و إذا رأيتك لا تكلّمني‌

ضاقت عليّ الأرض و الأفق‌

و أنشدني له و فيه غناء أيضا، و يقال إنه آخر شعر قاله:

يا رحمة للغريب بالبلد الن

ازح ما ذا بنفسه صنعا

فارق أحبابه فما انتفعوا

بالعيش من بعده و ما انتفعا

هجا مغنيا بشعر:

و قال لمغنّ حضر معه مجلسا و كان غير طيّب:

كنت في مجلس فقال مغنّي ال

قوم كم بيننا و بين الشتاء

فذرعت البساط منّي إليه‌

قلت هذا المقدار قبل الغناء

فإذا ما عزمت أن تتغنّى‌

آذن الحرّ كلّه بانقضاء

استشفع بقبيحة إلى المتوكل و هو في حبسه فأرسلت إليه ابنها المعتز:

أخبرني عليّ بن العبّاس بن أبي طلحة قال حدّثني عبد اللّه بن المعتزّ قال:

لمّا حبس أمير المؤمنين المتوكّل عليّ بن الجهم، و أجمع الجلساء على عداوته و إبلاغ الخليفة عنه كلّ مكروه و وصفهم مساويه، قال هذه القصيدة يمدحه و يذكّره حقوقه عليه، و هي:

عفا اللّه عنك أ لا حرمة

تعوذ بعفوك أن أبعدا

و وجّه بها إلى بيدون الخادم، فدخل بها إلى قبيحة و قال لها: إنّ عليّ بن الجهم قد لاذ بك و ليس له ناصر سواك، و قد قصده هؤلاء النّدماء و الكتّاب لأنه رجل من أهل السنّة و هم روافض، فقد اجتمعوا على الإغراء بقتله. فدعت المعتزّ و قالت له: اذهب بهذه الرّقعة يا بنيّ إلى سيّدك و أوصلها إليه، فجاء بها و وقف بين يدي أبيه. فقال له: ما معك فديتك؟ فدنا منه و قال: هذه رقعة دفعتها إليّ أمّي. فقرأها المتوكّل و ضحك. ثم أقبل عليهم فقال: أصبح أبو عبد اللّه- فديته- خصمكم. هذه رقعة عليّ بن الجهم يستقيل [1]، و أبو عبد اللّه شفيعه، و هو ممن لا يردّ، و قرأها عليهم. فلمّا بلغ إلى قوله:

فلا عدت أعصيك فيما أمرت‌

إلى أن أحلّ الثّرى ملحدا

/ و إلّا فخالفت ربّ السماء

و خنت الصّديق و عفت النّدى‌

و كنت كعزّون أو كابن عمرو

مبيح العيال لمن أولدا

وثب [2] ابن حمدون و قال للمعتزّ: يا سيّدي فمن دفع هذه الرّقعة إلى السيّدة؟ قال بيدون الخادم: أنا.


[1] يستقيل: يطلب الإقالة من ذنبه و العفو عنه.

[2] في الأصول: «فوثب».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست