فقال: أحسنت و
حياتي! يا غلام اسقني قدحا؛ فجاءه بقدح فشرب و سقيت الجماعة مثله. و خرجت إليه فضل
الشاعرة بأبيات أمرتها قبيحة أن تقولها عنها. فقرأها فإذا هي:
/
أكتمنّ الذي في القلب من حرق
حتى أموت و لم يعلم به الناس
و لا يقال شكا من كان يعشقه
إنّ الشّكاة لمن تهوى هي الياس
و لا أبوح بشيء كنت أكتمه
عند الجلوس إذا ما دارت الكاس
فقال المتوكّل:
أحسنت يا فضل. و أمر لها ولي بعشرين ألف درهم، و دخل إلى قبيحة فترضّاها.
خرج مع جماعة
إلى الشام فقطع عليهم الأعراب الطريق ففرّ أصحابه و ثبت هو و قال شعرا:
أخبرني عمّي
قال حدّثني محمد بن سعد قال:
خرج عليّ بن
الجهم إلى الشام في قافلة، فخرجت عليهم الأعراب في خساف [1] فهرب من كان في
القافلة من المقاتلة، و ثبت عليّ بن الجهم فقاتلهم قتالا شديدا، و ثاب الناس إليه
فدفعهم و لم يحظوا بشيء. فقال في ذلك: