responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 385

و ما رغثاؤك [1] الجهم بن بدر

من الأقمار ثمّ و لا البدور

و لو أعطاك ربّك ما تمنّى‌

لزاد الخلق في عظم الأيور [2]

علام هجوت مجتهدا عليّا

بما لفّقت من كذب و زور

أ ما لك في استك الوجعاء شغل‌

يكفّك عن أذى أهل القبور

و سمعه أبو العيناء يوما يطعن على عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فقال له: أنا أدري لم تطعن على عليّ أمير المؤمنين. فقال له: أ تعني قصّة بيعه أهلي من مصقلة بن هبيرة؟ قال: لا! أنت أوضع من ذلك، و لكن لأنه قتل الفاعل فعل قوم لوط و المفعول به، و أنت أسفلهما.

هجا بختيشوع فسبه عند المتوكل فحبسه سنة ثم نفاه و قال في ذلك شعرا:

أخبرني عمّي قال حدّثني محمد بن سعد الهشاميّ قال:

كان عليّ بن الجهم قد هجا بختيشوع [3]، فسبّه عند المتوكّل فحبسه المتوكّل. فقال عليّ بن الجهم في حبسه عدّة قصائد كتب بها إلى المتوكل فأطلقه بعد سنة، ثم نفاه بعد ذلك إلى خراسان. فقال أوّل ما حبس قصيدة كتب بها إلى أخيه، أوّلها قوله:

توكّلنا على ربّ السماء

و سلّمنا لأسباب القضاء

و وطّنّا على غير اللّيالي‌

نفوسا سامحت بعد الإباء

و أفنية الملوك محجّبات‌

و باب اللّه مبذول الفناء

/ هي الأيّام تكلمنا و تأسو

و تأتي بالسعادة و الشقاء

و ما يجدي الثّراء على غنيّ‌

إذا ما كان محظور العطاء

حلبنا الدّهر أشطره و مرّت‌

بنا عقب [4] الشّدائد و الرّخاء

و جرّبنا و جرّب أوّلونا

فلا شي‌ء أعزّ من الوفاء

و لم ندع الحياء لمسّ ضرّ

و بعض الضرّ يذهب بالحياء

و لم نحزن على دنيا تولّت‌

و لم نسبق إلى حسن العزاء

توقّ النّاس يا ابن أبي و أمّي‌

فهم تبع المخافة و الرّجاء

و لا يغررك من وغد إخاء

لأمر ما غدا حسن الإخاء

أ لم تر مظهرين عليّ عيبا [5]

و هم بالأمس إخوان الصّفاء


[1] الرغثاء: أصلها عصب أو عرق في الثدي يدر اللبن. و استعملها البحتري هنا في الأب.

[2] في «ديوان البحتري» طبع مطبعة الجوائب:

و لو أعطاك ربك ما تمنى‌

عليه لزاد في غلظ الأيور

[3] هو بختيشوع بن جبريل بن بختيشوع الأكبر المتطبب. (انظر الطبري ق 3 ص 667، 1437، 1447، 1790).

[4] العقب: جمع عقبة و هي النوبة.

[5] كذا في ح. و في سائر الأصول: «عتبا» و هو تصحيف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست