responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 341

نسخة جواب إبراهيم بعد ما ذهب منه‌

... و أيّة سلامة أقدر لك عليها إلّا أسوقها إليك، أعطاني اللّه ما أحبّ من ذلك لك. فأمّا أن أتكلّم من ورائك بشي‌ء تستثقله متعمّدا؛ فما أنا إذا بحرّ و لا كريم، معاذ اللّه من ذلك!. و لئن جمعني و إيّاك و عليّ بن هشام مجلس لأستشهدنّه على أشياء لم أذكرها لك، و لم أكتب بها إليك، إجلالا لقدر حالك عندي من اعتداد بمثل ذلك مني، و أنت عنه غافل، و اللّه به عليم. و أما الرشوة [1] فأرجو أن تجيئك على ما تشتهي آتاك اللّه ما تحب فيما تحب و تكره و جعلك له شاكرا. و أمّا الفوائد التي وعدت ورودها علينا فإنّي لواثق أنك لا تفيدني شيئا فأنظر فيه إلّا وجدتني فيه فطنا أجيد تفتيشه و أعرف كنهه و أفيدك فيه و فيما استنبطت منه ما لا تجد عند نفسك/ أكثر منه، فأما غيرك فالهباء المنثور. و يا رأس المشنّعين [2] تقول إني عيّرتك بالصّناعة ثم تحتج بحذقك في تحريف الأقوال و اكتساب الحجج، لتفحم خصمك، و تعلي حجّتك،/ فكيف أعيبك بحاجتي إليك، و ما أنا داخل فيه معك! لا! و لكني قلت لك: إني لست كفلان و فلان ممن لو كان عنده أمر ينازعك به ثقل عليك، إنما أنا رجل من مواليك متوسّل إليك بما يسرّك، أو كصاحب لك تناظره بما تحب أن تجد من تناظره فيه، فليكن ذلك بالإنصاف و طلب الصواب أصبته أو أخطأته، لا بالحميّة و الأنفة و الحيلة لتردّ الحقّ بالباطل. هذا معنى قولي؛ و قد استشهدت عليك فيه أبا جعفر، و جاءني كتابك و هو عندي يشهد لي. و الكتاب الذي هذا فيه بخطّي عنده [3] لم يردّه عليّ، فتتبّع ما فيه و خذني به. فلعمري لئن كنت قرنتك بمن ذكرت لأعيبك بالتشبيه لك بهم ما عبت غير رأيي، و لا جهّلت غير نفسي. و لست أعتذر من هذا لأنك تشهد لي بالحقّ فيه، و إنما تريد أن تخصمني [4] بلا حجّة، فيكفيني علمك بما عندي، و إلّا فأنت إذا بي أجهل منّي بك. و قلت: «تذكرني معهما [5]» فقد ذكر اللّه النار مع الجنة، و موسى مع فرعون، و إبليس مع آدم، فلم يهن بذلك موسى و لا آدم و لا أكرم فرعون و إبليس، فأعفني من المغالطة لي و التحريف لقولي، و استمتع بي و أمتعني بالمصادقة. فإن أنت لم تفعل بقيت واحدا مستوحشا، و لم تجد غيري إن علم ما تعلم لم ينقصك، و إن علم أكثر منك لم يشنك، و إن أفهمته كافاك، و إن استفهمته شفاك. لا و اللّه ما أردت إلا ما ذكرته لك، و لا أحسبك ظننت فيّ غير ذلك؛ لأنك لا تجهلني فأنا عندك غير جاهل. و واحدة هي لك دوني، و و اللّه ما كنت أبالي ألّا أسمع من مخارق و علّويه شيئا حتى أسمع بنعيهما، و لا أراهما حتى أراهما ميّتين، و ما في هذا غيرك و الإعظام لك و الإكرام. و ذلك أنهما كانا لك غلامين فصيّرتهما ندّين تقول فيهما و يقولان فيك، و إنّما هما صنيعتاك و خرّيجا/ تأديبك و إن كانا غير طائل. فلو أعرضت عن انتقاصهما و رفعت ما رفع اللّه من قدرك عن الإفراط في عيبهما، لكان ذلك أشبه بك و أجمل بمحلّك و خطرك و مكانك. و كذلك الذي ترثي له منه و صاحبه محمد بن الحارث، فو اللّه ما أحبّ لك في أدبك و فضلك و دينك و محلّك أن تشهّر نفسك لهما بهذا و مثله، و أن ينتهي إليهما ذلك عنك. أقول يعلم اللّه في ذلك لا لهما [6]. و إنّ‌


[1] لعل إبراهيم يشير بهذا و نحوه إلى أشياء خاصة جرت بينه و بين إسحاق.

[2] كذا في ج و في سائر الأصول: «المغنين».

[3] في ب، س: «عندك لم تردّه عليّ».

[4] خصمه يخصمه (بكسر الصاد في المضارع): غلبه في الخصومة. و كسر عين الفعل في المضارع هنا شاذ في هذا الباب.

[5] يريد مخارقا و علويه، كما سيأتي في السياق.

[6] كذا في الأصول. و لعل صواب العبارة: «أقول- يعلم اللّه- ذلك لك لا لهما».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست