responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 331

قال: أفعل. فلما عاد قال له: يا إبراهيم ألق على محمد:

يا صاح يا ذا الضّامر العنس‌

فألقاه عليّ كما كان يغنّيه مغيّرا، ثم انقضى المجلس و سكر المأمون. فقال لي إبراهيم: قم الآن فأنت أحذق الناس به، فخرجت و خرج. ثم جئته إلى منزله فقلت له: ما في الأرض أعجب منك! أنت ابن الخليفة و أخو الخليفة و عمّ الخليفة تبخل على وليّ لك مثلي لا يفاخرك بالغناء و لا يكاثرك بصوت!! فقال لي: يا محمد ما في الدنيا أضعف عقلا منك! و اللّه ما استبقاني المأمون محبّة لي و لا صلة لرحمي، و لكنه سمع من هذا الجرم شيئا فقده من سواه فاستبقاني لذلك. فغاظني فعله. فلما دخلت/ على المأمون حدّثته بما قال لي. فقال المأمون: يا محمد هذا أكفر الناس لنعمة! و أطرق مليّا ثم قال لي: لا نكدّر على أبي إسحاق عفونا عنه و لانقطع رحمه، فدع هذا الصوت الذي ضنّ به عليك إلى لعنة اللّه.

قال بيتا يكيد به لدعبل:

حدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني محمد بن يزيد قال:

قلت لدعبل: باللّه أسألك أنت القائل:

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة

إذا حسبوا يوما و ثامنهم كلب‌

فقال: لا و اللّه! فقلت: من قاله؟ قال: من حشا اللّه قبره نارا إبراهيم بن المهديّ، كافأني بذلك عن هجائي إيّاه ليشيط [1] بدمي.

خطأ مخارقا في لحن غناه للمأمون ثم لقنه إياه على وجهه:

أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال حدّثني محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر قال:

لمّا رضي المأمون عن إبراهيم بن المهديّ و نادمه، دخل عليه متبذّلا في ثياب المغنّين و زيّهم. فلما رآه و ضحك و قال: نزع عمّي ثياب الكبر عن منكبيه. فدخل و جلس، و أمر المأمون بأن يخلع عليه فألبس الخلع. ثم ابتدأ مخارق فغنّى:

صوت‌

خليليّ من كعب أ لمّا هديتما

بزينب لا يفقد كما أبدا كعب‌

من اليوم زوارها فإنّ مطيّنا

غداة غد عنها و عن أهلها نكب [2]

فقال له إبراهيم: أسأت و أخطأت. فقال له المأمون: يا عمّ إن كان أساء و أخطأ فأحسن أنت. فغنّى إبراهيم الصوت. فلمّا فرغ منه قال لمخارق: أعده الآن، فأعاده فأحسن. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين كم بين الصوت الآن و بينه في أوّل الأمر؟/ قال: ما أبعد ما بينهما! فالتفت إلى مخارق ثم قال: إنما مثلك يا مخارق مثل الثوب الوشي الفاخر، إذا تغافل عنه أهله سقط عليه الغبار فحال لونه، فإذا نفض عاد إلى جوهره.


[1] أشاط دمه و بدمه: أذهبه.

[2] نكب: مائلات، واحدها أنكب و نكباء.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست