ركبت بين يدي
إبراهيم بن العبّاس. فأمر الحسن بن مخلّد [1] بأمر فاستبطأه فيه فنظر إليه فقال:
معجب عند نفسه
و هو لي غير معجب
إن أقل لا يقل نعم
عاتب غير معتب
مولع بالخلاف لي
عامدا و التجنّب
قلت فيه بضدّ ما
قيل في أمّ جندب
يريد قول امرئ
القيس:
«خليليّ مرّا
بي على أمّ جندب»
أي فأنا لا
أريد أن أمرّ بك.
تنادر بابن
الكلبي عند المتوكل لما جاء كتابه:
قال و أخبرني
الصّوليّ قال حدّثنا أحمد بن يزيد المهلّبيّ عن أبيه قال:
كان المتوكل قد
ولّى ابن الكلبيّ البريد، و أحلفه بالطّلاق ألّا يكتمه شيئا من أمر الناس جميعا و
لا من أمره هو في نفسه. فكتب إليه يوما أن امرأته/ خرجت مع حبّتها في نزهة، و أن
حبّتها [2]/ عربدت عليها فجرحتها في صدغها. فقرأه إبراهيم بن العبّاس على المتوكّل
ثم قال له: يا أمير المؤمنين، قد صحّف ابن الكلبيّ، إنما هو: «جرحتها في سرمها»
[3]، فضحك المتوكّل و قال: صدقت. ما أظن القصة إلّا هكذا. قال: و لم يكن ابن
الكلبيّ هذا من العرب، إنما كان أبوه يلقّب «كلب الرّحل» فقيل له الكلبيّ.
استعطافه
محمد بن عبد الملك الزيات:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا ميمون بن هارون قال:
كتب إبراهيم بن
العبّاس إلى محمد بن عبد الملك يستعطفه: كتبت إليك و قد بلغت المدية المحزّ [4]، و
عدت الأيام بك عليّ، بعد عدوي بك عليها، و كان أسوأ ظنّي و أكثر خوفي، أن تسكن في
وقت حركتها، و تكفّ عند أذاها، فصرت عليّ أضرّ منها، و كفّ الصديق عن نصرتي خوفا
منك، و بادر إليّ العدوّ تقرّبا إليك.
و كتب تحت ذلك:
أخ بيني و بين الدّه
ر صاحب أيّنا غلبا
[1]
هو الحسن بن مخلد بن الجراح. تولى «ديوان الضياع» للمتوكل بعد موت إبراهيم بن
العباس هذا. (انظر الكلام عليه في «تاريخ الطبري»: ق 3 ص 1435 و 1444- 1447 و
1647- 1648).