إلى
أمّه أخبرها بقتله إياه؛ فقالت له: لقد أعتق قتيلك ثلاثا من أمهاتك. و بعث رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم في آثار من توجّه قبل أوطاس أبا عامر الأشعريّ ابن عمّ
أبي موسى الأشعريّ، فهزمهم/ اللّه جلّ و عزّ و فتح عليه. فيزعمون أنّ سلمة بن دريد
بن الصّمّة رماه بسهم فأصاب ركبته فقتله (يعني أبا عامر).
استحثه قومه
على الأخذ بثأر أخيه خالد من بني الحارث فقال شعرا و أجابه عبد اللّه بن عبد
المدان:
و نسخت من كتاب
مترجم بأنه نسخ من نسخة عمرو بن أبي عمرو الشّيبانيّ يأثره عن أبيه قال قال محمد
بن السّائب الكلبيّ:
كان دريد بن
الصّمّة يوما يشرب مع نفر من قومه، فقالوا له: يا أبا ذفافة- و كان يكنى بأبي
ذفافة و بأبي قرّة- أ ينجو بنو الحارث بن كعب منك و قد قتلوا/ أخاك خالدا!؟ فقال
لهم: إنّ القوم جمرة [6] مذحج، و هم أكفاء جشم، و لا يجمل بي هجاؤهم. فاحفظوه
بكثرة القول و أغضبوه، فقال:
[3] في أ، م:
«ينحدر». و في «سيرة ابن هشام» «فظل دمعي على السربال ينحدر».
[4] كذا في
«السيرة» لابن هشام. و قد جاء في «لسان العرب» (في مادة «غبب»): «و من كلامهم
لأضربنك غب الحمار و ظاهرة الفرس؛ فغب الحمار أن يرعى يوما و يشرب يوما، و ظاهرة
الفرس أن يشرب كل يوم نصف النهار». و في الأصول: «عنا و ظاهرهم» و هو تحريف.
[5] كذا في
«السيرة». و الذفر: المتغير الرائحة؛ يقال: كتيبة ذفرا. أي إنها سهكة من الحديد و
صدئه. و في الأصول «زفر» بالزاي و هو تحريف.
[6] يقال:
بنو فلان جمرة، إذا كانوا أهل منعة و شدّة. و الجمرة: كل قوم يصبرون لقتال من
قاتلهم لا يخالفون أحدا و لا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لفراغ
القبائل، كما صبرت عبس لقبائل قيس. قال أبو عبيدة: جمرات العرب ثلاثة بنو ضبة بن
أد، و بنو الحارث بن كعب، و بنو نمير بن عامر، و طفئت منهم جمرتان: طفئت ضبة لأنها
حالفت الرباب، و طفئت بنو الحارث لأنها حالفت مذحج، و بقيت نمير لم تطفأ لأنها لم
تحالف.