responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 248

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس أنه كان يقول: أفضل بيت قالته العرب في الصبر على النوائب قول دريد بن الصّمّة:

قليل التّشكّي للمصيبات حافظ

من اليوم أعقاب الأحاديث في غد

عاتبته زوجته أم معبد على بكائه أخاه فطلقها و قال شعرا:

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء عن الزّبير عن أبي المهاجر، و ذكر مثله أبو عمرو الشّيبانيّ، أنّ أمّ معبد التي ذكرها دريد في شعره هذا كانت امرأته فطلّقها، لأنها/ رأته شديد الجزع على أخيه، فعاتبته على ذلك و صغّرت شأن أخيه و سبّته، فطلّقها و قال فيها:

أرثّ جديد الحبل من أم معبد

بعاقبة و أخلفت كلّ موعد

/ و بانت و لم أحمد إليك جوارها

و لم ترج منا ردّة اليوم أوغد

فقالت له أمّ معبد: بئس و اللّه ما أثنيت عليّ يا أبا قرّة! لقد أطعمتك مأدومي، و بثثتك مكتومي، و أتيتك باهلا [1] غير ذات صرار و ما استفرمت [2] قبلك إلّا من حيض.

و قال أبو عبيدة في خبره: بلغ دريد بن الصّمّة أن زوجته سبّت أخاه فطلّقها و ألحقها بأهلها و قال في ذلك:

أعبد اللّه إن سبّتك عرسي‌

تقدّم بعض لحمي قبل بعض‌

إذا عرس امرئ شتمت أخاه‌

فليس فؤاد شانئه بحمض [3]

معاذ اللّه أن يشتمن رهطي‌

و أن يملكن إبرامي و نقضي‌

حارب غطفان يوم الغدير طلبا بثأر أخيه و قال شعرا:

أخبرنا هاشم بن محمد قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة قال:

أغار دريد بن الصّمّة بعد مقتل أخيه عبد اللّه على غطفان يطالبهم بدمه، فاستقراهم [4] حيّا حيّا، و قتل من بني عبس ساعدة بن مرّ، و أسر ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب، أسره مرّة بن عوف الجشميّ. فقالت بنو جشم: لو فاديناه [5]! فأبى ذلك دريد عليهم، و قتله بأخيه عبد اللّه، و قتل من بني فزارة رجلا يقال له حزام و إخوة له، و أصاب/ جماعة من بني مرّة و من بني ثعلبة بن سعد و من أحياء غطفان، و ذلك في يوم الغدير. و في هذا اليوم و في من قتل فيه منهم يقول:

تأبّد من أهله معشر

فجوّ سويقة [6] فالأصفر


[1] الباهل «في الأصل»: الناقة لإصرار عليها، تريد أنها أباحته نفسها.

[2] كذا في «ح»، و استفرمت المرأة: تضيقت بالفرم (بفتح أوله و إسكان ثانيه) أي عالجت ذلك الموضع منها ليضيق و يستحصف، و ربما تتعالج بحب الزبيب و نحوه تضيق به متاعها.

[3] فؤاد حمض: فاسد متغير.

[4] استقراهم: تتبعهم.

[5] فاداه: أطلقه و قبل فديته. و في «القرآن الكريم» وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى‌ تُفادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ‌.

[6] تأبد: أقفر. و معشر و جو سويقة و الأصفر أسماء مواضع.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست