أخبرني
محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس أنه كان يقول:
أفضل بيت قالته العرب في الصبر على النوائب قول دريد بن الصّمّة:
قليل التّشكّي للمصيبات حافظ
من اليوم أعقاب الأحاديث في غد
عاتبته زوجته
أم معبد على بكائه أخاه فطلقها و قال شعرا:
أخبرني الحرميّ
بن أبي العلاء عن الزّبير عن أبي المهاجر، و ذكر مثله أبو عمرو الشّيبانيّ، أنّ
أمّ معبد التي ذكرها دريد في شعره هذا كانت امرأته فطلّقها، لأنها/ رأته شديد
الجزع على أخيه، فعاتبته على ذلك و صغّرت شأن أخيه و سبّته، فطلّقها و قال فيها:
أرثّ جديد الحبل من أم معبد
بعاقبة و أخلفت كلّ موعد
/ و بانت و لم أحمد إليك
جوارها
و لم ترج منا ردّة اليوم أوغد
فقالت له أمّ
معبد: بئس و اللّه ما أثنيت عليّ يا أبا قرّة! لقد أطعمتك مأدومي، و بثثتك مكتومي،
و أتيتك باهلا [1] غير ذات صرار و ما استفرمت [2] قبلك إلّا من حيض.
و قال أبو
عبيدة في خبره: بلغ دريد بن الصّمّة أن زوجته سبّت أخاه فطلّقها و ألحقها بأهلها و
قال في ذلك:
أخبرنا هاشم بن
محمد قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة قال:
أغار دريد بن
الصّمّة بعد مقتل أخيه عبد اللّه على غطفان يطالبهم بدمه، فاستقراهم [4] حيّا
حيّا، و قتل من بني عبس ساعدة بن مرّ، و أسر ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب، أسره
مرّة بن عوف الجشميّ. فقالت بنو جشم: لو فاديناه [5]! فأبى ذلك دريد عليهم، و قتله
بأخيه عبد اللّه، و قتل من بني فزارة رجلا يقال له حزام و إخوة له، و أصاب/ جماعة
من بني مرّة و من بني ثعلبة بن سعد و من أحياء غطفان، و ذلك في يوم الغدير. و في
هذا اليوم و في من قتل فيه منهم يقول:
[2] كذا في
«ح»، و استفرمت المرأة: تضيقت بالفرم (بفتح أوله و إسكان ثانيه) أي عالجت ذلك
الموضع منها ليضيق و يستحصف، و ربما تتعالج بحب الزبيب و نحوه تضيق به متاعها.