و ذكر
الرّياشيّ عن ابن [7] زكريّا الغلابيّ عن محمد بن عبد الرحمن التّيميّ عن أبيه عن
هشام بن سليمان بن [8] عكرمة بن خالد المخزوميّ قال:
كان عمر بن أبي
ربيعة قد ألحّ على الثريّا بالهوى، فشقّ ذلك على أهلها، ثم إنّ مسعدة بن عمرو أخرج
عمر إلى اليمن في أمر عرض [9] له، و تزوّجت الثريّا و هو غائب، فبلغه تزويجها و
خروجها إلى مصر، فقال:
أيّها المنكح الثريّا سهيلا
عمرك اللّه كيف يلتقيان
و ذكر الأبيات.
و قال في خبره: ثم حمله الشوق على أن سار إلى المدينة فكتب إليها:
[1]
قال الجوهري: إذا قلت عمرك اللّه فكأنك قلت: بتعميرك اللّه أي بإقرارك له بالبقاء.
و قول عمر بن أبي ربيعة:
عمرك اللّه كيف يجتمعان
يريد سألت
اللّه أن يطيل عمرك؛ لأنه لم يرد القسم بذلك. و قال المبرد في قوله عمرك اللّه: إن
شئت جعلت نصبه بفعل أضمرته، و إن شئت نصبته بواو حذفته فكأنك قلت و عمرك اللّه، و
إن شئت كان على قولك عمّرتك اللّه تعميرا و نشدتك اللّه نشيدا، ثم وضعت «عمرك» في
موضع التعمير؛ و أنشد فيه:
عمّرتك اللّه إلا ما ذكرت لنا
هل كنت جارتنا أيام ذي سلّم
يريد ذكّرتك
اللّه. و الكسائيّ يرى أن عمرك اللّه نصب على معنى عمرتك اللّه أي سألت اللّه أن
يعمرك؛ كأنه قال: عمّرت اللّه إياك.
[3] بين
الثريا و سهيل تورية لطيفة؛ فإن الثريا يحتمل المرأة المذكورة و هي المعنى البعيد
المورّى عنه. و هو المراد، و يحتمل ثريا السماء و هي المعنى القريب المورّى به. و
سهيل يحتمل الرجل المذكور و هو المعنى البعيد المورّى عنه و هو المراد، و يحتمل
النجم المعروف بسهيل. فتمكن للشاعر أن ورّى بالنجمين عن الشخصين، ليبلغ من الإنكار
على من جمع بينهما ما أراد. و هذه أحسن تورية وقعت في شعر المتقدّمين. و قد كانت
الثريا مشهورة في زمانها بالحسن و الجمال، و كان سهيل قبيح النظر، و هذا مراده
بقوله:
عمرك اللّه كيف يلتقيان
أي كيف
يلتقيان مع تفاوت ما بينهما في الحسن و القبح أ ه من «خزانة الأدب» للبغدادي ج 1 ص
239.
[5] السامر:
يطلق على الواحد و الجمع؛ قال تعالى: (مستكبرين به سامرا تهجرون). قال أبو إسحاق
في تفسيره: سامرا يعني سمّارا.
[6] من نازح:
من مكان بعيد. و في «ديوانه» المطبوع بليپزج، ضبط هكذا: «من نازح» يريد الذي هو
نازح. و هو وجه بعيد.
[7] كذا في
ر، و هو الصواب؛ إذ هو أبو بكر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي (انظر الحاشية رقم
2 ص 52 من هذا الجزء). و في ت، أ هكذا: «ركويه». و في ء: «زكوية» و كلاهما محرّف
عن «زكرويه» و قد ورد في «أنساب السمعاني» فيمن نسبته الغلابي بالتخفيف في «ترجمة»
ابن زكريا أنه عرف «بزكرويه». و في سائر النسخ: «أبي زكريا» و هو تحريف.
[8] كذا في
ت. و في سائر النسخ: «عن عكرمة» و هو تحريف (انظر الحاشية رقم 3 صفحة 198 من هذا
الجزء).
[9] في م، ء:
«غرض» و هو تصحيف. و في ت: «علق به عليه».