طرقه [1] و أقام عنده، و وجّه به في حاجة له و نام مكانه و غطّى وجهه
بثوبه، فلم يشعر إلا بالثريّا قد ألقت نفسها عليه تقبّله، فانتبه و جعل يقول:
اعزبي [2] عنّي فلست بالفاسق، أخزاكما اللّه! فلمّا علمت بالقصّة انصرفت. و رجع
عمر فأخبره الحارث بخبرها؛ فاغتمّ لما فاته منها، و قال: أما و اللّه لا تمسّك
النار أبدا و قد ألقت نفسها عليك. فقال له الحارث: عليك و عليها لعنة اللّه.
/ و أخبرني
بهذه القصّة الحرميّ بن أبي العلاء عن الزبير بن بكّار عن يعقوب بن إسحاق الربعيّ
عن الثقة عنده عن ابن جريج عن عثمان بن حفص الثّقفيّ:
أنّ الحارث بن
عبد اللّه زار أخاه، ثم ذكر نحوا من الذي ذكره إسحاق، و قال فيه: فبلغ عمر خبرها،
فجاء إلى أخيه الحارث و قال له: جعلت فداءك! مالك و لأمة الوهّاب [ابنتك] [3]؟
أتتك مسلّمة عليك فلعنتها و زجرتها [4] و تهدّدتها، و ها هي تيك [5] باكية. فقال:
و إنها لهي! قال: و من تراها تكون؟ قال: فانكسر [6] الحارث عنه و عن لومه.
تزوّج الثريا
بسهيل في غيبة عمر و ما قاله من الشعر في ذلك
أخبرني عليّ بن
صالح قال حدّثني أبو هفّان عن إسحاق بن إبراهيم عن جعفر بن سعيد عن أبي سعيد مولى
فائد [7] هكذا قال إسحاق، و أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير قال
حدّثني جعفر بن سعيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار [8]. و رواه أيضا حمّاد بن
إسحاق عن أبيه عن جعفر بن سعيد [9] فقال فيه: عن أبي عبيدة العمّاريّ [10]، و لم
يذكر أبا سعيد مولى فائد، قالوا [11]:
تزوّج سهيل بن
عبد العزيز بن مروان الثريّا- و قال الزبير: بل تزوّجها أبو الأبيض سهيل بن عبد
الرحمن بن عوف- فحملت إليه و هو بمصر. و الصواب [12]/ قول من قال: سهيل بن عبد
العزيز؛ لأنه كان هناك منزله، و لم يكن لسهيل بن عبد الرحمن هناك موضع. فقال عمر:
[12] الذي في
ابن خلكان ج 1 ص 538: أنه سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، و مثله ما في «خزانة
الأدب» ج 1 ص 238، ثم قال: و زعم بعضهم أن سهيلا هذا هو ابن عبد العزيز بن مروان،
و الصحيح الأوّل أ ه.