responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعجم المفصل في علم الصرف نویسنده : راجی اسمر    جلد : 1  صفحه : 50

واحدة، ليخفّ النطق بهما.

فهذا الباب إذا ينقسم قسمين: إدغام المثلين، و إدغام المتقاربين.

ذكر إدغام المثلين‌

اعلم أنّ كلّ مثلين قد يدغمان إلّا الألفين و الهمزتين. أمّا الألف فلم يمكن الإدغام فيها، لأنّه لا يدغم إلّا في متحرك و الألف لا تتحرك. و أمّا الهمزة فثقيلة جدا، و لذلك يخفّفها أهل التخفيف منفردة. فإذا انضمّ إليها غيرها ازداد الثقل، فألزمت إحداهما البدل، فيزول اجتماع المثلين فلا يدغم إلا أن تكونا عينين نحو: «سأّل» و «رأّس» فإنك تدغم و لا تبدل، لما ذكرناه من أنك لو أبدلت إحداهما لاختلفت العينان، و العينان أبدا في كلام العرب لا يكونان إلا مثلين.

و قد يجوز الإدغام في الهمزتين على ما حكي عن ابن أبي إسحاق‌ [1] و ناس معه، من أنّهم كانوا يحققّون الهمزتين، إذا كانتا في كلمتين نحو: «قرأ أبوك» لأنه يجتمع لهم مثلان و قد تكلّمت العرب بذلك و هو ردي‌ء.

فعلى هذا إذا اجتمع لك مثلان، و كان المثلان مما يمكن الإدغام فيهما فلا يخلو من أن يكون الثاني منهما متحرّكا أو ساكنا فإن كان الثاني متحركا فلا يخلو من أن يجتمعا في كلمة واحدة أو في كلمتين، فإن اجتمعا في كلمة واحدة فلا يخلو من أن يكونا حرفي علّة أو حرفين صحيحين، فإن كانا حرفي علّة فقد تقدّم حكمهما في باب القلب و إن كانا حرفين صحيحين فلا يخلو من أن يجتمعا في اسم أو في فعل.

فإن اجتمعا في فعل فالإدغام ليس إلا، فإن كان الأول من المثلين ساكنا أدغمته في الثاني، من غير تغيير، نحو: «ضرّب» و «قطّع». و إن كان الأوّل منهما متحركا فإما أن يكون أوّلا في الكلمة أو غير أوّل. فإن كان غير أوّل سكّنته بحذف الحركة منه، إن كان ما قبله متحركا أو ساكنا هو حرف مدّ ولين، أو بنقلها إلى ما قبله، إن كان ساكنا غير حرف مدّ ولين. و حينئذ تدغم، نحو «ردّ» و «احمرّ» و «استقرّ» و «احمارّ». الأوّل من المثلين في الأصل متحرك؛ ألا ترى أنّك إذا رددت الفعل إلى نفسك تقول «رددت» و «شممت» و «لببت» و «استقررت» و «احمررت» و «احماررت»، فتحرّك لمّا زال الإدغام. و إنما سكنّته لأن النيّة بالحركة أن تكون بعد الحرف، فتجي‌ء فاصلة بين المثلين، و لا يمكن الإدغام في المثلين مع الفصل.

هذا ما لم تكن الكلمة ملحقة و يكون الإدغام مغيرا لها و مانعا من أن تكون على مثل ما ألحقت به. فإنك حينئذ لا تدغم، نحو: «جلبب» و «اسحنكك» [1]، لأنّهما


[1] هو عبد اللّه بن أبي إسحاق الزيادي الحضرميّ الذي هجاه الفرزدق.

1 اسحنكك الليل: اشتدّ ظلامه.

نام کتاب : المعجم المفصل في علم الصرف نویسنده : راجی اسمر    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست