مسألة المعجز امر خارق للعادة مقرون بالتحدى مع عدم المعارضة
المعجز امر خارق للعادة مقرون بالتحدى، مع عدم المعارضة. و إنّما
قلنا: «أمر»،لأنّ المعجز قد
يكون إتيانا بغير المعتاد و قد يكون منعا من المعتاد.
و إنّما قلنا: «خارقللعادة»، ليتميّز به المدّعى عن غيره. و إنّما قلنا «مقرونبالتحدّى»، لئلا
يتّخذ الكاذب معجزة من مضى حجّة لنفسه، و ليتميّز عن الإرهاص و الكرامات. و إنّما
قلنا: «مععدم المعارضة»، ليتميّز عن السحر و الشعبذة.
أقول: هذا حدّ المعجز، و أتى بالقيود التي يجب اعتبارها فيه. و انّما قدّم
بيانه، لأنّ إثبات النبوّة مبنيّ عليه. قال صاحب الصحاح: تحدّيت فلانا: إذا ماريته
في فعل، و نازعته للغلبة. و الارهاص إحداث معجزات تدلّ على بعثة نبيّ قبل بعثته و
كأنّه تأسيس لقاعدة نبوّته. و الرهص بالكسر: العرق الأسفل من الحائط. يقال: رهصت
الحائط بما يقيمه.
قال:
مسألة محمد رسول اللّه خلافا لاهل الذمة و الدهرية
محمّد رسول اللّه، خلافا لليهود و النصارى و المجوس و جماعة
الدهريّة.لنا طرق ثلاثة: الطريق الأوّل:و عليه التعويل،
أنّه ادّعى النبوّة و أظهر المعجزة على يده.