لجميع المتقابلات و مبدع لجميع ما سواه. فهو واحد و موجود من حيث
كونه مبدءا للواحد و الكثير و مبدعا للوجود و العدم المتصوّر بإزاء الوجود و لا
يصحّ الحكم عليه أيضا بالوجوب، فانّ الوجوب و الامكان و الامتناع متقابلة و لا
يصل العقل إلى تعقّله، فانّه مبدأ العقل و خالق ما يعقله العقل. فاذن ليس هو
بموجود و لا معدوم، و لا بواحد و لا بكثير، و لا بواجب و لا بغير واجب، يعنون بذلك
المتقابلات بل هو موجود من حيث هو مبدع الوجود و مقابله و ليس هو بمبدع يقابله
ما ليس بمبدع، بل مبدع أبدع كلّ مبدع و لا مبدع. و بالغوا في هذا التنزيه و في
التنزيه عن هذا التنزيه. و الحاصل أنّ العقل لا يصل إليه.
و هذا و إن كان كلاما من جنس الطامّات لا طائل تحته، لكنّه بعيد عمّا
ذهب إليه المصنّف و اعترض عليه.