مسألة الامامة و اقوال الفرق الاسلامية في وجوبها على اللّه تعالى
او على الخلق
من الناس من قال بوجوبها، و منهم من لم يقل بذلك. أمّا القائلون
بوجوبها، فمنهم من أوجبها عقلا، و منهم من أوجبها سمعا. أمّا الموجبون عقلا فمنهم
من أوجبها على اللّه تعالى، و منهم من أوجبها على الخلق.
و الذين أوجبوها على اللّه تعالى هم الاماميّة. ثمّ ذكروا في
وجوبها وجوها:
أحدها أن يكون لطفا في الزجر عن المقبحات العقليّة، و هو قول
الاثنى عشريّة.
و ثانيها أن يكون معلّما لمعرفة اللّه تعالى، و هو قول السبعيّة. و
ثالثها أن يعلّمنا اللغات، و أن يرشدنا إلى الأغذية و يميّزها عن السموم و هو قول
الغلاة و أمّا الذين أوجبوها على الخلق لا على اللّه تعالى فالجاحظ و الكعبىّ و
أبى الحسين البصرى.
أمّا الذين أوجبوها سمعا فقط، فهم جمهور أصحابنا و أكثر المعتزلة.
أمّا الذين لم يقولوا بوجوبها فهم الخوارج و الأصمّ.
لنا: أن نصب الامام يتضمّن دفع الضرر عن النفس فيكون واجبا. أمّا
الأوّل فلأنا نعلم أنّ الخلق اذا كان لهم رئيس قاهر يخافون بطشه و يرجون ثوابه كان
حالهم في الاحتراز عن المفاسد أتمّ ممّا إذا لم يكن لهم هذا الرئيس. و أمّا أنّ
دفع