و روى ابن عساكر باسناده عن قتادة: ان علي بن
ابي طالب كان صاحب لواء رسول الله (ص) يوم بدر و في كل مشهد.
(نفس المصدر ص 163، و علق المحمودي عليه
بقوله: رواه ابن سعد في ترجمة امير المؤمنين من الطبقات الكبرى ج 3 ص 23).
و روى احمد بن حنبل في الفضائل: (كان صاحب
راية رسول الله (ص) علي بن ابي طالب).
(الفضائل الحديث 1159)
و اما عن بلائه و تنكيله بالمشركين، و كيف انه
كان يستقبل الشهادة دفاعا عن رسول الله (ص) و يغور في جحافل المشركين يضربهم
بقائمة سيفه، مضحّيا بحياته، من اجل إعلاء كلمة الله في الارض فقد ذكره المؤرخون
في تاريخ الاسلام و سنشير الى نماذج منه في الصفحات التالية ...
[1]من مقاماته في غزوة بدر: ان النبي (ص)
قال ليلة بدر لأصحابه: من يستقي لنا من الماء؟.
فأحجم الناس، فقام علي فاحتضن قربة ثم أتى
بئرا بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها، فأوحى الله عز و جل الى جبريل و ميكائيل و
اسرافيل: تأهّبوا لنصر محمد عليه السلام و حزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من
سمعه، فلما حاذوا البئر سلّموا عليه من عند آخرهم اكراما و تجليلا.
رواه احمد بن حنبل في الفضائل الحديث رقم
1049، و ذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 69 و فيه: (تبجيلا)، و اورده ابن ابي
الحديد في شرح نهج البلاغة ج 2 ص 430 و فيه: (اجلالا)، و ذكره الطبرسي في اعلام
الورى ص 192 باختلاف يسير.
و منها: انه بارز الوليد بن عتبه فقتله، و
بارز حمزة بن عبد المطلب عتبة فقتله، و بارز عبيدة بن الحارث شيبة، فاختلف بينهما
ضربتان قطعت احداهما فخذ عبيدة، فانقذه علي (ع) بضربة بدر بها شيبة فقتله، و كان
قتل هؤلاء أول خوف لحق المشركين، و أول ذلّة دخلت عليهم، و هكذا كتب للمسلمين أول
نصر.
و لقد قتل الامام علي عليه السلام بعد هؤلاء:
العاص بن سعيد بن العاص، و حنظلة بن ابي سفيان، و طعيمة بن عدي، و نوفل بن خويلد،
و لم يزل يقتل منهم الواحد بعد الآخر حتى أتى على سبعين منهم ...
(اعلام الورى ص 192)
[2]و من مآثره في غزوة أحد و هي البطشة
الكبرى التي كتبت فيها العزّة للمسلمين بنضال علي بن ابي طالب (ع)، فقد تقدم (ع) و
هو حامل راية الاسلام الى حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة- و كان يدعى كبش
الكتيبة- و ضربه علي (ع) ضربة على مقدّم رأسه فبدرت عيناه و صاح صيحة لم يصح مثلها