و قال في اسد الغابة عند ترجمة عبيد الله-
هذا- (... فغدا (أي: عبيد الله) عليهم بالسيف فقتل «الهرمزان» و ابنته و «جفينة»[1].
هذا و قد كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب
(ع) يطالب عثمان بأن يأخذ القود من ابن عمر. فلم يفعل.
(أسد الغابة ج 3 ص 343)
و اما الوليد: فقد ذكر فيه ابن ابي الحديد: ما
ملخصه: انه اختص بساحر يلعب بين يديه و كاد ان يفتن الناس، فجاء جندب بن عبد الله
الازدي فقتل الساحر- قياما بواجب الشريعة- فحبسه الوليد، و طال حبسه، ... حتى هرب
من السجن.
و شرب الوليد مرّة الخمر، و صلى بالناس الصبح
أربع ركعات، ثم التفت الى المصلين و قال:
أزيدكم؟! فقالوا: لا قد قضينا صلاتنا.
و قال الحطيئة في ذلك:
شهد الحطيئة
يوم يلقى ربه
أن الوليد
أحق بالغدر
نادى و قد
نفدت صلاتهم
أ أزيدكم
ثملا و ما يدري
ليزيدهم خيرا
و لو قبلوا
منه لقادهم
على عشر
شرح نهج البلاغة ج 3 ص 18 و 20 (بتصرّف)
هذا، و لكن عثمانا لم يجر الحد على «الوليد»
لشربه الخمر، و لا انكر عليه حبسه لجندب، و تجاوزه لحدود الشريعة.
(... وجدنا احوال الصحابة دالة على تصديقهم
المطاعن فيه «في عثمان» و براءتهم منه، و الدليل على ذلك انهم تركوه بعد قتله
ثلاثة أيام لم يدفنوه، و لا أنكروا على من أجلب عليه من أهل الامصار، بل اسلموه و
لم يدفعوا عنه، و لكنهم أعانوا عليه، و لم يمنعوا من حصره، و لا من منع الماء عنه
و لا من قتله، مع تمكنهم من خلاف ذلك و هذا من أقوى الدلائل على ما قلناه و لو لم
يدل على أمره عندهم الا ما روي عن علي (ع) انه قال (الله قتله و أنا معه).
و انه كان في أصحابه (ع) من يصرح بأنه قتل
عثمان و مع ذلك لا يقيدهم، بل و لا ينكر عليهم، و كان أهل الشام يصرّحون بان مع
أمير المؤمنين قتلة عثمان، و يجعلون ذلك من أوكد الشبه، و لا ينكر ذلك عليهم، مع
إنّا نعلم ان امير المؤمنين (ع) لو أراد ان يتعاضد هو و أصحابه على المنع عنه لما
وقع في حقه ما وقع ...).
(شرح نهج البلاغة ج 3 ص 62- 63)
[1]جفينه، كان نصرانيا من أهل الحيرة، و كان
ظئرا لسعد بن ابي وقاص، أقدمه الى المدينة للصلح الذي بينه و بينهم، هامش شرح نهج
البلاغة ج 3 ص 60 عن تاريخ الطبري ج 5 ص 42.