قال علامة العالم نصير الملة و الدين رسم المولى
العالم الفاضل مؤيد الدولة و الدين قدوة المهندسين أن أكتب شيئا أفاده الحكماء المحققون
فى بقاء النفس الإنسانية بعد بوار البدن فلم أجد بدّا من امتثال مرسومه و إن كنت
قليل البضاعة فى هذه الصناعة و كان ما يفرض من غيائب العلوم فهو فى جنب علومه
(علمه) الدقيقة قليل القدر صغير البنيان و بدأت بمقدمات يبتنى عليها المطلوب و
سألت من الله العصمة فى المقال و التوفيق بصوالح الأعمال إنه ملهم العقل و ولى
الخير من المبدأ و إليه المعاد.
أقول الموجودات تنقسم إلى ما له وضع و إلى ما لا
وضع له البتة و نعنى بالوضع الكون فى جهة من الجهات أو حيز من الأحياز بحيث يمكن
أن يشار إلى الموصوف به إشارة حسية فجميع المحسوسات كالألوان و الأصوات و الروائح
و الطعوم و الملموسات و كل ما يتعلق بالمحسوسات من محالها و أمكنتها و مقاديرها و
الأشياء الحالة فيها و ما يجرى مجريها جوهرا كان