أم عرضا فهى ذوات أوضاع و ما عدا ذلك من الأمور
الكلية المعقولة محسوسة كانت أشخاصها أو غير محسوسة و الجزئيات المفارقة للمواد
كالبارى تعالى أو العقول أو النفوس و ما يعرض لها أو يحل فيها فهى مما لا وضع له و
كل مدرك لشيء من الموجودات بتقديريه مثال لذلك الموجود فإن أدرك بنفسه رسم ذلك فى
نفسه و إذا أدرك بالآلة ارتسم فى تلك الآلة مثال الإدراك بالآلة الإبصار و الإحساس
بالسمع و ساير الإدراكات الحسية و مثال الإدراك بغير الآلة إدراك الإنسان نفسه و
ذاته سبب أعنى بدنه الّذي يدركه بحواسه و إذا أحس المحس بشيء ارتسم فى الخيال شج
لذلك الشيء أو رسم ما يلاحظه فى النوم و اليقظة مع غيبة ذلك المحسوس مهما أراد و
إنما يدرك ذلك الشج أو الرسم من غير ملاحظة لوضعه إن كان من ذوات الأوضاع[1] بخلاف الحس
فإن الحس يدركه مع وضعه و يتوهم مع ذلك منه معانى غير محسوسة كالملائمة و المنافرة
و الاستيناس و الاستيحاش و الصداقة و العداوة و غير ذلك و هى أمور جزئية تتعلق
بالجزئيات محسوسة كانت أو غير محسوسة و هذا التخيل و التوهم أيضا لكون للنفس بالآت
دماغية و يسمى بالإحساسات الباطنة.
***______________________________
[1]هذه الخاصية أى إدراك الخيال الأمور من
غير احتياج إلى الوضع هى التى تميز الحواس الباطنية عن الظاهرية.