نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 366
مستفادا. و ظاهر أنّ الشرف في مراتب البدو و مراتب العود على التكافؤ
أي: الأشرف في مراتب البدو بإزاء الأخسّ في مراتب العود [1]. ثمّ إنّ الشرف في
مراتب البدء يتناقص إلي الهيولى كما أنّ الخسّة في مراتب العود تتناقص إلي العقل
المستفاد. و علم من هذا الكلام أنّ هذه المراتب إنّما اعتبرت بحسب الشرف و الكمال
لا بحسب الوجود، فلا تظنّ أنّ المعدن أقدم وجودا من الإنسان، بل إنّما قدم في
مراتب العود[1] لأنّه أقلّ شرفا منه.
[56/
2- 264/ 3] قوله: و لمّا كانت النفس الناطقة
. يريد أن يستدلّ على بقاء النفس بعد الموت.
و تقريره: أنّه قد ثبت أنّ النفس الناطقة[2] الّتي هي محلّ[3] الصور
العقلية غير حالّة في الجسم و لا[4] تعلّق
لها بالبدن في ذاتها و جوهرها بل تعلّقها به ليكون هو آلة لها في اكتساب
الكمالات. فإذا فسد البدن فقد[5] فسد
ما لا حاجة للنفس إليه في وجودها، مع أنّ العلّة المؤثّرة في وجود النفس باقية،
فيجب بقاؤها بعد فساد البدن.
و فيه نظر! لأنّ الجوهر العقلي إن كان[6] علّة تامّة لها لزم قدمها لقدمه، و إن كان[7] علّة فاعلية و توقّف وجودها على حدوث البدن فلم لم يتوقّف[8] بقاؤها على بقائه؟ كالنفس، و إن كان مجرّدة إلّا أنّها متعلّقة
بالبدن لجاز أن يكون تعلّقها شرطا لبقائها فإذا انتفى انعدمت[9].
و الحاصل أنّ البدن ما كان موجودا، و كذا النفس ما كانت موجودة، ثمّ
وجد البدن و النفس، ثمّ ينعدم البدن. فلا يخلو إمّا أن يكون للبدن دخل في وجود
النفس، أو لا. فإن لم يكن له دخل[10] في
وجودها[11] أصلا[12] فلم لم يوجد النفس قبل البدن؟ و إن كان له دخل[13] في وجودها فلم[14] لا
يجوز أن يكون له دخل في بقائها حتّى إذا انعدم انعدمت؟!