نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 250
استدلالا بثبوت الإرادة مطلقا و سلبها جمعهما في وجه واحد، لأنّ
مأخذهما و هو الإرادة واحد.
بقي هاهنا إشكالان:
أحدهما: إنّ الدلالة المذكورة على نفي المراد الكلّي عن العقل نافية
للمراد الجزئي أيضا عنه، فإنّه لو كان للعقل مراد جزئي لكان إمّا موجودا يطلبه، أو
مفقودا/ 25SA /
يحصّله.
فنقول: نعم! كذلك إلّا أنّه يختصّ نفى الإرادات[1] الجزئية بشيء آخر، و هو أنّها بالغواشي الجسمانية، و العقل منزّه
عنها. فكأنّه ينفي الإرادة الكلّية بطريق و الإرادة الجزئية بطريقين و لا حرج فيه
و الآخر: إنّه لمّا لم يكن للعقل إرادة كلّية[2] و لا إرادة جزئية فلا يكون له إرادة أصلا.
فنقول: المقصود أنّه ليس له مراد يستحصل بالحركة. و الدلالة إنّما
قامت عليه، و إلّا فمن الجائز أن يكون للعقل مراد موجود دائما، إمّا كلّي أو جزئي.
الوجه الثالث: إنّ المباشر لتحريك السماء لا بدّ أن يكون متعلّقا به
[13] تعلّق التدبير و التصرّف مرتبطا به ارتباط نفوسنا بأبداننا، مستفيدا[3] للكمالات بواسطة جسم الفلك. و الجوهر العقليّ لا يكون كذلك فلا جرم
كان غيره. و قوله: «فإذن مبدأ الإرادة الكلّية ليس نفس السماء»، معناه لمّا كان العقل كاملا
مباينا للجسم لم يرتبط بالجسم ارتباط نفسنا[4] بالجسم[5]. فلو كان مبدأ الإرادة الكلّية هو العقل لم يكن نفس السماء أي: لم
يرتبط به ارتباط النفس بالجسم[6]. و
قد ثبت أنّه كذلك، هذا خلف!
اعلم! أنّ تلامذة أرسطو نقلوا من أرسطو[8] أنّ المباشر لتحريك الفلك هو النفس المنطبعة، و لها إرادات جزئية.
فلمّا[9] استدلّ الشيخ على وجود مبدأ الإرادة الكلّية لم