نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 66
يستحيل على الحكيم أن يحيل إلى خلقه هذا الأمر العظيم ، الذي عليه مدار
الأحكام ، وامتياز الحلال من الحرام ، وكشف حقائق الأشياء ، وتمييز تكاليف ربّ
السماء ، مع أنّه لم يُحل إليهم شيئاً أمَرَ به من الواجبات ، بل ولا أقلّ شيء من
المسنونات والمندوبات.
مع أنّ في تلك
الإحالة بعثاً على إثارة البغضاء ، وإقامة المنازعة الشديدة والشحناء ، كما يظهر
من تتبع أحوال المهاجرين والأنصار حين فقدوا النبي المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكلّ يدّعي أنّه بالإمامة أولى ، وأنّ قَدْرَهُ من
قدر غيره أعلى ، حتّى حصلت الفضيحة الكبرى ، وظهر حرص القوم على الدنيا وإعراضهم
عن الأُخرى.
على أنّه كيف
يرضى [١] العقل لسيّد الكونين ، وخيرة ربّ العالمين ، المبعوث رحمةً للناس ، أن
يوصي ببعض الأثاث والعروض واللباس ، ويبيّن موضع الدفن وكيفيّة الكفن ، ولا يوصي
بما لو أُطيع به لارتفعت الفتن ، ويدع الخلق في هرج ومرج ، ولا يقيم لهم ما يصلح
به العوج! وحيث بطل طريق الاختيار تعيّنت إمامة الأئمّة الأطهار ، وعُلم أنّ
الأئمّة هم اثنا عشر ؛ بانقراض أو شبه انقراض الطوائف الأُخر.
وكذا يمكن
إثبات ذلك بأوضح المسالك ، وذلك بما أوضحناه من وجوب العصمة في الإمام ، وذلك لا
يُعرف لغيرنا من أهل الإسلام.
على أنّ
التأمّل في الوقائع السالفة ، والأحوال العارضة في عصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قرب الممات : كالتفكّر في سرّ إبعادهم مع أُسامة وإبقاء
عليّ عليهالسلام ، مع أنّه يخبر بقرب الأجل.
والتشديد على
إنفاذ الجيش [٢] ، وسرّ العزل عن الصلاة [٣] ، وسرّ الغوغاء
في الرقعة والدواة ، وشدّة الامتناع عنها [٤] ، وشدّة العناية في يوم الغدير مع شدّة