و قال في التذكرة: و هل يدخل المساكين في الوصية للفقراء؟ اشكال، أقربه الدخول إن
جعلنا المسكين أسوأ حالا من الفقير، و كذا لو أوصى للمساكين ففي دخول الفقراء
اشكال، أقربه الدخول إن جعلنا الفقير أسوأ حالا من المسكين[1].
إذا عرفت
ذلك فاعلم أن الاشكال في العبارة يحتمل تعلّقه بكل من المسألتين، و منشؤه حينئذ من
إطلاق كل من لفظة الفقراء على المساكين و بالعكس عند الانفراد.
و من الشك
في كون ذلك حقيقة، و الأصل عدم الترادف.
و يحتمل
تعلّقه بالأخيرة خاصة، تنزيلا على أن المسكين أسوأ حالا من الفقير.
و وجهه: أنه
على هذا التقدير يندرج المسكين في الوصية للفقراء جزما، لكونه أسوأ حالا بخلاف
العكس فإن فيه الاشكال، و منشؤه من إطلاق لفظ المسكين على الفقراء عرفا عند
الانفراد، و من أنه لكون المسكين أسوأ حالا منه لا يتناوله لفظه فلا يندرج في
الوصية، فيكون منشأ الاشكال من تعارض الاستعمال العرفي و الوضع اللغوي.
و الظاهر
تعلّق الإشكال بالمسألتين معا، سواء قلنا بأن الفقير أسوأ حالا أم المسكين، لأن
أيهما كان أسوء حالا لا يجب أن يتناوله لفظ الآخر، لاختلاف المسمين، و منشأ
الاشكال حينئذ: اختلاف المعنى لغة، و جواز إطلاق كل من لفظ أحدهما على الآخر عرفا.
و الذي
يقتضيه الدليل عدم دخول أحدهما في الوصية للآخر، لاختلاف الوضعين، و الإطلاق
العرفي لم يبلغ درجة الحقيقة، إلّا أن تدل القرينة على ارادة الدخول، و تكفي في
ذلك القرينة المستفادة من حال الموصي، و قصده، و ما يفهمه أمثاله عرفا، و اعلم أن
تحقيق الأسوإ حالا منهما موضعه كتاب الزكاة.
قوله: (أما لو
أوصى للفقراء بعشر و للمساكين بخمس وجب التمييز).