و لو اوصى لأحدهم بمائة، و لأخر بدار، و لأخر بعبد، ثم قال: فلان
شريكهم، فله نصف ما لكل واحد، لأنه هنا يشارك كل واحد منهم منفردا، و الشركة تقتضي
التسوية، و في الأولى الجميع مشتركون. و لو قيل: له الربع في الجميع كان أولى (1).
الكل من حيث هو كل، و ذلك لأن الكل مشتركون في شيء واحد بأجزاء مشاعة و إن اختلفت
الحصص، و حيث كان شريكا للمجموع من حيث المجموعية، و إطلاق التشريك منزل على أقل
الحصص وجب أن يكون له خمس ما للمجموع.
و لقائل أن
يقول: إنّ قوله: (فلان شريكهم) أعم من أن يكون شريكا للمجموع أو لكل واحد، و
اشتراك الكل في شيء واحد لا يقتضي إرادة الأول.
قوله: (و لو أوصى
لأحدهم بمائة، و لاخر بدار، و لآخر بعبد، ثم قال:
فلان شريكهم
فله نصف ما لكل واحد، لأنه هنا يشارك كل واحد منفردا، و الشركة تقتضي التسوية، و
في الأول الجميع مشتركون، و لو قيل: له الربع في الجميع كان اولى).
[1] فرّق
المصنف بين ما إذا كان الموصى به لمتعددين أجزاء شيء واحد، و بين ما إذا كان
الموصى به متعددا لكل واحد شيء على انفراده، فحكم بأن التشريك بين الآخر و بين
الموصى لهم في الأول يقتضي التشريك بينه و بين المجموع، فيلحظ في نصيبه ضميمته إلى
المجموع في الشركة.
و في الثاني
يقتضي التشريك بينه و بين كل واحد، لانفراد الموصى به لكل واحد عن الباقين، فيكون
له نصف ما لكل واحد، إذ الأصل في الشركة بين اثنين عدم التفضيل، فإطلاق الشركة و
كونها بينه و بين كل واحد يقتضي الاستواء بينه و بين كل واحد.
و في هذا
الفرق نظر، فإن اشتراك الموصى لهم في شيء واحد، و انفراد كل واحد بشيء معين لا
دلالة له على كون الشركة بينه و بين المجموع، أو بين كل واحد بشيء