تنبيهان: الأول: قال فى شرح الكافية: و هذا التحويل مطّرد فى كل
فعل مقصود به المدح و قال فى التسهيل و كذا فى كل فعل حلقى الفاء مرادا به مدح أو
تعجب. الثانى: قوله: كثر لا يدل على أنه أكثر من الفتح. قال الشارح: و أكثر ما
تجىء حب مع غير ذا مضمومة الحاء، و قد لا تضم حاؤها كقوله:
الضمير للخمر و مزاجها الماء و قتلها به إضعاف حدتها و لهذا عداه
بعن. و مقتولة أى ممزوجة منصوب على الحال أو التمييز. قوله: (فيجب فتح الحاء) أى
إن جعلتا كالكلمة الواحدة كما فى التوضيح. قال المصرح: فإن جعلتا باقيتين على
أصلهما جاز الوجهان.
قوله: (و هذا التحويل) أى نقل حركة العين إلى الفاء. قوله: (فى كل
فعل مقصود به المدح) ظاهرة سواء كان حلقى الفاء كحسن أو لا كضرب و به صرح فى
الارتشاف و إن نظر إلى كلامه فى التسهيل قيد بحلقى الفاء. قوله: (مدح أو تعجب) لا
معنى لتخصيص المصنف المدح بالذكر لمساواة الذم له فى الحكم. ثم الصواب أن لو اكتفى
بقوله: تعجب عن ذكر المدح و الذم لأنه نص في ما مضى على أن فعل الجارى مجرى نعم و
بئس مضمن معنى التعجب و إنما ترك المصنف النص على جواز التسكين من غير نقل لأن هذا
الحكم ثابت لفعل بضم العين مطلقا تضمن تعجبا أو لم يتضمنه بل فعلا كان أو اسما.
دمامينى. قوله: (لا يدل على أنه أكثر من الفتح) قال سم: قد يقال بل
يدل لأن المراد أكثر بالنسبة إلى الفتح فيفيد أنه أكثر منه. قوله: (فحبذا ربا و حب
دينا) من كلامه صلّى اللّه عليه و سلّم حين نزل فى الخندق و الشاهد فى (591)- صدره:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
قاله الأخطل من قصيدة من الطويل. الفاء للعطف. و اقتلوها أى الخمر من
قولهم قتلت الشراب إذا مزجته بالماء. و الشاهد فى وحب بها فإنه بضم الحاء للمدح. و
جاء فاعلها بالباء الزائدة فإن بها فى موضع الرفع بحب.
و مقتولة- ممزوجة- نصب على التمييز.
(592)- قبله:
بسم الإله و به بدينا
و لو عبدنا غيره شقينا
فحبّذا ...
[591] - عجز بيت للأخطل فى ديوانه ص 263 و المقاصد
النحوية 4/ 26 و همع الهوامع 2/ 89. و صدره:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
[592] - الرجز لابن رواحة فى ديوانه ص 107 و المقاصد
النحوية 4/ 28 و بلا نسبة فى همع الهوامع 2/ 88، 89.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 65