نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 350
ما
لا ينصرف
قد
مر فى أول الكتاب أن الأصل فى الاسم أن يكون معربا منصرفا، و إنما يخرجه عن أصله
شبهه بالفعل أو بالحرف، فإن شابه الحرف بلا معاند بنى، و إن شابه الفعل بكونه فرعا
بوجه من الوجوه الآتية منع الصرف. و لما أراد بيان ما يمنع الصرف بدأ بتعريف الصرف
فقال:
(الصّرف تنوين أتى مبيّنا معنى به يكون الاسم أمكنا)
فقوله:
تنوين: جنس يشمل أنواع التنوين، و قد تقدمت أول الكتاب، و قوله: أتى مبينا إلخ
مخرج لما سوى المعبر عنه بالصرف، و المراد بالمعنى الذى يكون به الاسم أمكن، أى
زائدا فى التمكن: بقاؤه على أصله أى أنه لم يشبه الحرف فيبنى و لا الفعل فيمنع من
الصرف.
تنبيهات:
الأول: ما ذكره الناظم من أن الصرف هو التنوين هو مذهب المحققين، و قيل الصرف هو
الجرّ و التنوين معا. الثانى: تخصيص تنوين التمكين بالصرف هو المشهور، و قد ما لا
ينصرف ذكره عقب نونى التوكيد لأن فيه شبه الفعل فله تعلق به كما أن لهما تعلقا به
و لأن نونى التوكيد ثقيلة و خفيفة، و هذا الباب مشتمل على الثقيل و هو ما لا ينصرف
و الخفيف و هو المنصرف و إن لم يكن مقصودا من الباب بالذات. قوله: (بلا معاند) أى
معارض لشبه الحرف. قوله: (بوجه) الباء سببية متعلقة بفرعا. قوله: (أمكنا) اسم
تفضيل من مكن مكانة إذا بلغ الغاية فى التمكن لا من تمكن خلافا لأبى حيان و من
وافقه لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثى المجرد شاذ، تصريح.
قوله:
(و المراد إلخ) يرد عليه أنه حينئذ يلزم الدور لأن معرفة هذا المعنى تتوقف على
معرفة أنه لم يشبه الفعل فيمنع الصرف لأخذه فى تفسيره و معرفة ذلك تتوقف على معرفة
الصرف. لا يقال: هذا تعريف لفظى خوطب به من يعلم المعرف و التعريف و يجهل وضع لفظ
المعرف للتعريف، لأنا نقول: لو كان المخاطب هنا عالما بهذا التعريف لكان عالما
بالصرف لأنه مذكور فيه فلا يكون جاهلا بوضع اللفظ له.
و
قد يقال إنه ليس لفظيا و يمنع لزوم الدور بأن يقال المعتبر فى التعريف عدم مشابهة
الفعل و يمكن ذلك بدون ملاحظة الانصراف و عدمه. و أما قول الشارح فيمنع الصرف فليس
المراد أن ذلك ملاحظ فى التعريف بل المراد بيان أمر واقعى أفاده سم. قوله: (هو
التنوين) أى وحده و أما الجر بالكسرة فتابع له فسقوطه بتبعية التنوين لما أسلفه
الشارح عند قول المصنف:
و جر بالفتحة ما لا ينصرف
و
قوله هو مذهب المحققين لوجوه: منها: أنه مطابق للاشتقاق من الصريف الذى بمعنى
الصوت إذ لا صوت فى آخر الاسم إلا التنوين، و منها: أنه متى اضطر شاعر إلى صرف
المرفوع أو المنصوب نونه و قيل صرفه للضرورة مع أنه لا جر فيه اه يس. و قوله: و
قيل صرفه أى قالوا فيه حينئذ إنه صرفه للضرورة فأطلقوا على مجرد تنوينه صرفا.
قوله: (تخصيص تنوين التمكين بالصرف) الباء داخلة على
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 350