نونا التوكيد

(للفعل توكيد بنونين هما) الثقيلة و الخفيفة (كنونى اذهبنّ و اقصدنهما) و قد اجتمعا فى قوله تعالى: لَيُسْجَنَنَّ وَ لَيَكُوناً [يوسف: 32] و قد تقدم أول الكتاب أن قوله:

[743]-

ضرورة.

تنبيه: ذهب البصريون إلى أن كلا منهما أصل لتخالف بعض أحكامهما. و ذهب الكوفيون إلى أن الخفيفة فرع الثقيلة. و قيل بالعكس و ذكر الخليل أن التوكيد بالثقيلة أشدّ من الخفيفة (يؤكدان افعل) أى فعل الأمر مطلقا نحو اضربن زيدا، و مثله الدعاء كقوله: فأنزلن سكينة نونا التوكيد قوله: (للفعل) قدمه للاختصاص سم. قوله: (بنونين) أى بكل منهما سم أى على انفراده. قوله:

(ضرورة) أى وسهلها شبه الوصف بالفعل. قوله: (لتخالف بعض أحكامهما) كإبدال الخفيفة ألفا وقفا فى نحو و ليكونا و حذفها فى نحو لا تهين الفقير و هما ممتنعان فى الثقيلة و كوقوع الشديدة بعد الألف و هو ممتنع فى الخفيفة، و عورض التعليل بأن الفرع قد يختص بأحكام ليست فى الأصل كما فى أن المفتوحة فإنها فرع المكسورة و لها أحكام تخصها. تصريح مع زيادة و حذف. قوله: (فرع الثقيلة) لاختصارها منها و لأن التأكيد فى الثقيلة أبلغ سم. قوله: (و قيل بالعكس) يؤيده أن الخفيفة بسيطة و الثقيلة مركبة فالخفيفة أحق بالأصالة و الثقيلة أحق بالفرعية. قوله: (أشد من الخفيفة) أى من التوكيد بالخفيفة، و يؤيده أن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى. و قوله تعالى: لَيُسْجَنَنَّ وَ لَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ‌ [يوسف: 32] فإن امرأة العزيز كانت أشد حرصا على سجنه من كونه صاغرا لأنها كانت تتوقع حبسه فى بيتها فتقرب منه و تراه كلما أرادت.

قوله: (يؤكدان افعل) أى جوازا كما سيأتى. قوله: (أى فعل الأمر) قال البعض تبعا لشيخنا الأولى فعل الطلب ليشمل الدعاء اه. و يدفع بأن المراد فعل الأمر الاصطلاحى و هو يشمل فعل الدعاء مع أنه‌ (743)- قبله:

ذكر مستوفى فى شواهد الكلام. و الشاهد فى أقائلن حيث أدخلت فيه نون التأكيد و هى مختصة بفعل الأمر و المستقبل طلبا أو شرطا و هذا اسم الفاعل.

[743] - الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص 173 و المقاصد النحوية 1/ 118، 3/ 648 و لرجل من هذيل فى حاشية ياسين 1/ 42 و بلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 24 و مغنى اللبيب 1/ 336 و همع الهوامع 2/ 79.