و قد مر بيان الأوجه الثلاثة. و افهم قوله و واقفا أن هذه الهاء لا تثبت وصلا و ربما ثبتت فى الضرورة مضمومة و مكسورة و أجاز الفراء إثباتها فى الوصل بالوجهين. و منه قوله:

[711]-

(و قائل) فى ندبة المضاف للياء (واعبديا واعبدا من فى الندا اليا ذا سكون أبدى) فقال: يا عبدى و أما من قال يا عبد بالكسر أو يا عبد بالفتح أو يا عبد بالضم أو يا عبدا بالألف اقتصر على الثانى، و من قال: يا عبدى، بإثبات الياء مفتوحة اقتصر على الأول.

فلم يعلم مما مر بل قوله و منتهى المندوب صله بالألف يوهم الوجوب فالتنبيه عليه محتاج إليه، فتلخص أن قوله: و إن تشأ إلخ محتاج إليه بالنسبة إلى زيادة الألف غير محتاج إليه بالنسبة إلى زيادة الهاء. قوله:

(و قد مر بيان الأوجه الثلاثة) أى زيادة الألف فقط و الجمع بين الألف و الهاء و الخلو عنهما معا. قوله:

(و ربما ثبتت فى الضرورة) أى وصلا. قوله: (مضمومة) أى تشبيها بهاء الضمير و مكسورة أى لالتقاء الساكنين. زاد ابن فلاح و مفتوحة فارضى و الفتح لخفته. قوله: (و أجاز الفراء إثباتها فى الوصل) أى اختيارا. قوله: (و منه) أى من ثبوتها فى الوصل ضرورة. و الشاهد فى الأول لأن محل الوصل هو العروض، و أما الضرب فمحل وقف فلا شاهد فيه. و قد يقال: العروض هنا مصرعة فهى فى حكم الضرب فتكون أيضا محل وقف فلا شاهد فى البيت أصلا و قوله:

هذا هو الصواب دون ما فى بعض النسخ:

لأن زيادة يا تخل بالوزن و تحريك الهاء وقفا فى البيت للروى.

قوله: (و قائل) خبر مقدم و من مبتدأ مؤخر و أبدى صلة من واليا مفعول أبدى و ذا سكون حال من اليا. قوله: (و اعبديا) بفتح الياء لأجل ألف الندبة. قوله: (و اعبدا) بحذف الياء لالتقاء الساكنين و هذا و نحوه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الفتحة لأجل الألف و ليس بمبنى لأنه مضاف سم.

قوله: (اقتصر على الثانى) أى و اعبدا بغير عمل سوى الإتيان بألف الندبة على لغة من قلب الياء ألفا و حذفها و أبقى الفتحة التى قبل الألف المحذوفة و بقلب الكسرة و الضمة على لغتيهما فتحة لأجل ألف الندبة و بحذف الألف المنقلبة عن ياء المتكلم لأجل ألف الندبة على لغة من قلب الياء ألفا و أبقاها. قوله:

(اقتصر على الأول) أى يا عبديا بغير عمل سوى الإتيان بألف الندبة.

(711)- هو من الهزج، و فيه الخرم بالراء المهملة، و ألا للتنبيه، و عمرو منادى معرفة، و عمراه تأكيد للمنادى و مندوب و الشاهد فى تحريكها كما فى عمراه و فى الزبيراه.

[711] - البيت بلا نسبة فى شرح ابن عقيل ص 532 و المقاصد النحوية 4/ 273.