و المبوّب له فى كتب العربية صيغتان: ما أفعله و أفعل به لاطرادهما
فيه. فأما الصيغة الأولى فما فيها اسم إجماعا لأن فى أفعل ضميرا يعود عليها. و
أجمعوا على أنها مبتدأ لأنها مجردة للإسنادإن كانت نافية أى لست جارة
بل أعظم منها. قوله: (سبحان اللّه إلخ) قال البعض: انظر هل المتعجب منه مضمون
الجملة بعده أو حال المخاطب؟! ه. و الأظهر أنه حال المخاطب المتوهم نجاسة المؤمن
إذ عدم نجاسته غير خفى السبب. ثم رأيت فى شروح البخارى التصريح به. قوله: (لله
أنت) أى فى جميع الكمالات كما يدل عليه حذف جهة التعجب فهو أبلغ من نحو: لله درك
فارسا.
قوله: (يا جارتا ما أنت جاره) شطر بيت من مجزوء الكامل المرفل،
فجاره بالوقف على هاء التأنيث و إن كان منصوبا على التمييز أو الحال إن كانت ما
استفهامية أو الخبرية إن كانت نافية حجازية. و مرفوعا إن كانت نافية تميمية، و
جارتا منصوب لأنه مضاف إلى الألف المنقلبة عن ياء المتكلم. قوله: (واها) اسم فعل
بمعنى أعجب. قوله: (لا طرادهما) أى كثرة استعمالهما فيه لوضعهما له بخلاف ما مر
كذا قالوا، و أورد عليه البعض أنه غير ظاهر فى واها و لك رده بأن وضع واها للفظ
الفعل الدال على التعجب لا للتعجب بناء على الراجح من أن مسميات أسماء الأفعال
ألفاظ الأفعال. قوله: (ضميرا يعود عليها) أى و الضمير لا يعود إلا على الأسماء.
قوله: (على أنها مبتدأ) أى واجب التقديم لأنها فى كلام جرى مجرى المثل فلزم طريقة
واحدة. دمامينى.
(560)- قاله
الأعشى ميمون من قصيدة طويلة من الكامل المجزوء المرفل المصدع. و يا جارتا منادى
منصوب لأنه مضاف إذ أصله يا جارتى كما تقول يا غلامى ثم يا غلاما. و ما نافية، و
أنت مبتدأ، و جارة خبره. و فيه الشاهد حيث يدل على التعجب إذ التقدير عظمت من
جارة.
(561)- مر ذكر الخلاف فى قائله فى شواهد المعرب و المبنى.
و الشاهد فى واها فإنه كلمة التعجب إذا تعجب من طيب شىء يقول واها له ما أطيبه، و
هو اسم لأعجب، و اللام فى لسلمى للتعجب مكسور للفرق بينها و بين لام الاستغاثة.
[560] - عجز بيت للأعشى فى ديوانه ص 203 و المقاصد
النحوية 3/ 638 و شرح شذور الذهب ص 335 و شرح ابن عقيل ص 347. و صدر البيت:
بانت لتحزننا عفاره
[561] - الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص 168 و له أو لأبى
النجم فى المقاصد النحوية 1/ 123 و بلا نسبة فى قطر الندى ص 257.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 26