أى فرع فاحم و جيد طويل. تنبيهات: الأول: قد يلى النعت لا أو أما
فيجب تكررهما مقرونين بالواو نحو: مررت برجل لا كريم و لا شجاع، و نحن ائتنى برجل
إما كريم و إما شجاع. الثانى: يجوز عطف بعض النعوت المختلفة المعانى على بعض نحو:
مررت بزيد العالم و الشجاع و الكريم. الثالث: إذا صلح النعت لمباشرة العامل جاز
تقديمه مبدلا منه المنعوت نحو:إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ [إبراهيم: 1- 2]. الرابع:
إذا نعت بمفرد و ظرف و جملة قدم المفرد و أخرت الجملة غالبا نحو:وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ
مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ [غافر: 28] و قدالتناقض المدفوع بتقدير السابقة أن أفعل التفضيل يقتضى زيادة
المفضل على المفضل عليه فلا يصح الزيدان كل منهما أفضل من الآخر لاقتضائه إثبات
الزيادة لكل و نفيها عنه و قوله تعالى:وَ ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها [الزخرف: 48] شامل لجميع
الآيات المرئية لهم فيلزم أن يكون كل منها أكبر من غيرها فيكون أكبر و غير أكبر
فافهم. قوله: (لها فرع و جيد) الفرع الشعر التام و الجيد العنق.
قوله: (أى فرع فاحم) أى أسود و جيد طويل الدليل على هذا الحذف أن
البيت للمدح و هو لا يحصل بإثبات الفرع و الجيد مطلقين بل بإثباتهما موصوفين
بصفتين محبوبتين. قوله: (مقرونين بالواو) أى فى المرة الثانية كما هو ظاهر. قوله:
(عطف بعض النعوت إلخ) أى بجميع حروف العطف إلا أم و حتى كما صوبه الموضح فى
الحواشى و الأحسن فى الجمل العطف و فى المفردات تركه كما قاله أبو حيان.
قوله: (المختلفة المعانى) أما متفقتها فلا لئلا يلزم عطف الشىء
على نفسه. و قال فى الهمع: و إنما يحسن العطف عند تباعد المعانى نحو هو الأول و
الآخر و الظاهر و الباطن بخلاف ما إذا تقاربت نحو:هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ
الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ [الحشر: 24]. قوله: (مبدلا منه المنعوت) قال البعض: أى إن كان
المنعوت معرفة أما إذا كان نكرة فينصب نعته المتقدم عليه حالا نحو:
لمية موحشا طلل
اه. و أنت خبير بأن هذا ليس على إطلاقه فإن من المنعوت النكرة ما
هو كالمنعوت المعرفة فى إعراب نعته بحسب العوامل و إعرابه هو بدلا أو عطف بيان
نحو: مررت بقائم رجل و قصدت بلد كريم رجل ثم رأيت فى الدمامينى ما يؤيده حيث ذكر
أن نصب نعت النكرة المتقدم عليها حالا غالب لا واجب على الأصح و أن محل نصبه حالا
إذا قبل الحالية ليخرج النعت فى نحو: جاءنى رجل أحمر و نحوه من (619)- قاله المرقش الأكبر. و صدره:
و رب أسيلة الخدين بكر
من الوافر أى لينة الخدين طويلتهما. و مهفهفة بالجر صفة لبكر. و
الشاهد فى لها فرع وجيد، أصلهما فرع وافر وجيد طويل، فحذف الصفة منهما لدلالة لفظ
كل منهما عليه. و الفرع: الشعر التام. و الجيد: العنق.
[619] - البيت للمرقش الأكبر فى المقاصد النحوية 4/ 72
و بلا نسبة فى أوضح المسالك 3/ 325.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 111