تنبيه: مذهب سيبويه أن لبيك و أخواته مصادر مثناة لفظا و معناها
التكثير، و أنها تنصب على المصدرية بعوامل محذوفة من ألفاظها إلا هذاذيك و لبيك
فمن معناهما. و جوز سيبويه فى هذاذيك
التناوب و المداولة بمعنى المناوبة و فى الكلام حذف مضاف أى تداولا
لطاعتك فاحفظه. قوله: (بمعنى تحننا عليك بعد تحنن) لو قال بمعنى حنانا عليك بعد
حنان لكان أنسب بلفظ حنانيك. قوله: (دعوت إلخ) أى طلبت مسورا للأمر الذى أصابنى و
هو غرم دية لزمته فلبى أى قال لبيك و قوله فلبى يدى مسور أى إقامة على إجابته بعد
إقامة إذا سألنى فى أمر نابه جزاء لصنعه. و خص اليدين لأن العطاء بهما ففيه إشعار
بأن مسورا أجاب بالفعل كما أجاب بالقول، و قيل ذكر اليدين مقحم و الفاء الأولى
تعقيبية و الثانية سببية.
قوله: (لقلت لبيه) كان مقتضى الظاهر لبيك لكنه التفت من الخطاب إلى
الغيبة و حكى بالمعنى.
قوله: (مصادر) قال شيخنا: و البعض أى حقيقة لا أسماء مصادر اه. و
عليه فهى مصادر محذوفة الزوائد كما مر. قوله: (و معناها التكثير) لأنهم لما قصدوا
بها التكثير جعلوا التثنية علما على ذلك لأنها
[463] - قاله
أعرابى من بنى أسد من مسدس المتقارب: أى طلبت مسورا اسم رجل لما أصابنى من النائبة
فلبي: أى قال لبيك، تقديره فلبانى، فحذف المفعول. و الشاهد فى فلبى يدى مسور حيث
جاء لبى مضافا إلى ظاهر و هو نادر شاذ لأن هذا من الأسماء التى تلزم الإضافة إلى
المضمر نحو: دواليك و حنانيك و هذاذيك. و معناه فإجابة منى بعد إجابة له إذ سألنى
فى أمر نابه جزاء لصنعه. و خص يديه بالذكر لأنهما اللتان أعطتاه المال. و قيل هذا
مقحم و الفاء الأولى للعطف المؤذن بالتعقيب و الثانية سببية. فافهم.
رجز لم يدر قائله. و دونى زوراء جملة حالية و هى الأرض البعيدة. و ذات
مترع صفتها من قولهم حوض ترع بالتاء المثناة من فوق و تحريك الراء ممتلئ. و قيل
منزع بالنون و الزاى المعجمة من قولهم بئر نزوع و نزيع. إذا كانت قريبة القعر و
الأول أصح. و بيون بفتح الباء الموحدة و ضم الياء آخر الحروف. أى واسعة بعيدة
الأطراف. و الشاهد فى لبيه حيث أضيف إلى ضمير الغائب و هو شاذ، و هو مقول القول.
[463] - البيت من المتقارب، و هو لرجل من بنى أسد فى
شرح التصريح 2/ 38، و شرح شواهد المغنى 2/ 910، و لسان العرب مادة (لبى)، و مغنى
اللبيب 2/ 578، و همع الهوامع 1/ 190.
[464] - رجز بلا نسبة، فى أوضح المسالك، و خزانة الأدب
2/ 93، و شرح التصريح 2/ 38، و شرح ابن عقيل 383، و لسان العرب مادة (لبب) و مغنى
اللبيب 2/ 578، و همع الهوامع 1/ 190.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 393