responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 252

كقول أبى الشيص:

أجد الملامة فى هواك لذيذة

 

حبّا لذكرك فليلمنى اللّوّم‌ [1]

 

و قول أبى الطيب: أأحبّه) الاستفهام للإنكار و الإنكار باعتبار القيد الذى هو الحال أعنى قوله‌ [2] (و أحبّ فيه ملامة؟) كما يقال أتصلى و أنت محدث؟ على تجويز واو الحال فى المضارع المثبت كما هو رأى البعض أو على حذف المبتدأ، أى و أنا أحب و يجوز أن تكون الواو للعطف. و الإنكار راجع إلى الجمع بين أمرين أعنى محبته و محبة الملامة فيه (إن الملامة فيه من أعدائه) و ما يصدر عن عدو المحبوب يكون مبغوضا و هذا نقيض معنى بيت أبى الشيص ...


حب اللوم فى المحبوب لعلّة، و يقرر الثانى بغض اللوم فى المحبوب لعلة أخرى، فيكون التناقض و التنافى بين البيتين بحسب الظاهر، و إن كانت العلة تنفى التناقض؛ لأنها مسلمة من الشخصين فيكون الكلامان معا غير كذب، و معلوم أن من كانت عنده العلة الأولى صح الكلام باعتباره، و من كانت عنده الثانية صح الكلام باعتباره، فالتناقض فى ظاهر اللفظين و الالتئام باعتبار العلل‌ (قوله: أجد الملامة) أى: أجد اللوم و الإنكار علىّ‌ (قوله:

فى هواك) بكسر الكاف خطاب لمؤنث أى: فى شأنه أو بسببه‌ (قوله: حبّا لذكرك) أى:

و إنما وجدت اللوم فيك لذيذ لأجل حبى لذكرك و اللوم مشتمل على ذكرك‌ (قوله:

و الإنكار باعتبار القيد) أى: راجع للقيد فالمنكر فى الحقيقة هو مصاحبة تلك الحال فالمعنى كيف أحبه مع حبى فيه ملامة؟ بل أحبه فقط (قوله: كما يقال: أتصلى و أنت محدث) أى: فالمنكر هو وقوع الصلاة مع الحدث، لا وقوع الصلاة من حيث هى، و كما تقول: أتتكلم و أنت بين يدى الأمير، فالمنكر هو كونه يتكلم مع كونه بين يدى الأمير (قوله: على تجويز إلخ) أى: بناء على تجويز إلخ و هو مرتبط بقوله الذى هو الحال‌ (قوله: و الإنكار راجع إلى الجمع بين الأمرين) أى: كيف يجتمع حبه و حب اللوم فيه فى الوقوع منى، بل لا يكون إلا واحدا منهما (قوله: و هذا) أى: بغض اللوم فى المحبوب‌


[1] البيت لأبى الشيص. فى الإشارات ص 314.

[2] البيت للمتنبى فى ديوانه.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست