(و منه) أى من غير الظاهر (القلب و هو أن يكون معنى الثانى نقيض
معنى الأول ...
مقام كل الناس، فقد أفاد جرير بهذا الكلام أن بنى تميم ينزلون منزلة
الناس جميعا فى الغضب (قوله: و قول أبى نؤاس)بضم النون و الهمزة أى: قوله لهارون الرشيد لما سجن الفضل البرمكى
وزيره غيرة منه حين سمع عنه التناهى فى الكرم مشيرا إلى أن فى الفضل شيئا مما فى
هارون و أن فى هارون جميع ما فى الفضل، و ما فى العالم من الخصال مبالغة، و قبل
البيت:
قولا لهارون إمام الهدى
عند احتفال المجلس الحاشد
أنت على ما فيك من قدرة
فلست مثل الفضل بالواجد
و ليس على اللّه بمستنكر ..
إلخ
روى أن هارون لما سمع الأبيات أطلق الفضل من السجن، و الاحتفال:
الاجتماع و الحاشد بالشين المعجمة: الجامع، و قوله مثل الفضل: مفعول الواجد أى: لا
تجد مثل الفضل فى خدمتك و طاعتك (قوله: أن يجمع العالم)أى: صفات العالم الكمالية، و هذا البيت أشمل من الأول؛ لأن الأول جعل
بنى تميم بمنزلة كل الناس الذين هم بعض العالم، و البيت الثانى جعل الممدوح بمنزلة
كل العالم الذى هو أشمل من الناس؛ لأن الناس بعض العالم (قوله: و غيرهم)أى: من الملائكة و الجن، و اعلم أن الرواية الصحيحة ليس على اللّه
بدون واو قبل ليس و هو من بحر السريع مستفعلن مستفعلن فاعلاتن، فدخله حذف السبب
فصار فاعلن، و فى بعض النسخ و ليس بالواو قبل ليس ففيه من العيوب الخزم و هو زيادة
ما دون خمسة أحرف فى صدر الشطر.
[و
منه: القلب]: (قوله:
أن يكون معنى الثانى نقيض معنى الأول)و ذلك كأن يقرر البيت الأول