responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 139

كالمدح و الذم مثلا و لا يكفى مجردا احتمال معنيين متغايرين (كقول من قال لأعور/ ليت عينيه سواء) يحتمل تمنى صحة العين العوراء فيكون دعاء له و العكس فيكون دعاء عليه قال (السكاكى منه) أى و من التوجيه (متشابهات القرآن باعتبار) و هو احتمالها لوجهين مختلفين و تفارقه باعتبار آخر و هو عدم استواء الاحتمالين ...


(قوله: كالمدح و الذم) أى و كالسب و الدعاء (قوله: و لا يكفى مجرد احتمال معنيين متغايرين) أى: كما يوهمه كلام المصنف فهو اعتراض عليه، أى فلو قيل رأيت العين فى موضع، فإنه يحتمل على السواء أن يراد العين الجارية و عين الذهب و الفضة، و ليس من التوجيه لأن المعنيين متغايران و لا تضاد بينهما لجواز اجتماعهما، (قوله: كقول من قال لأعور) أى خياط يسمى عمرا و ذلك القائل هو بشار بن برد، و قوله‌

ليت عينيه سواء [1]

 

 

 

عجز بيت و صدره:

خاط لى عمرو قباء

 

 

 

و هذا البيت من مجزوء الرمل و بعده:

فاسأل الناس جميعا

 

أمديح أم هجاء

 

روى أن بشارا أعطى لخياط أعور اسمه عمرو ثوبا ليخيطه له فقال له الخياط لأخيطنه بحيث لا يعلم أقباء هو أم غيره، فقال له بشار لئن فعلت ذلك لأقولن فيك شعرا لا يدرى أهجاء أم غيره، فلما خاط الخياط ذلك الثوب قال بشار ما ذكر فى البيتين، فإن قلت الظاهر أن الشاعر أراد المدح لأنه بإزاء خياطة و هى الإحسان، و مقابل الإحسان يكون إحسانا فلم يستو الاحتمالان، و حينئذ فلا يتجه عدد من التوجيه، قلت أراد استواء الاحتمالين بالنظر لنفس اللفظ و إن ترجح أحد الاحتمالين بالنظر للقرينة، على أن كون الشعر فى مقابلة الخياطة لا يعين كون الشاعر أراد المدح، لاحتمال أن يكون أفسد الخياطة بالإبرة فدعا عليه، و سمى الدعاءين مديحا و هجاء، نظرا لكون المدعو


[1] البيتان من الرمل و هو لبشار بن برد فى خياط أعور و هو فى الإيضاح ص 528.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست