responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 695

كل ذلك لم يكن) هذا قول النبى عليه الصلاة و السّلام؛ و المعنى: لم يقع واحد من القصر و النسيان على سبيل شمول النفى و عمومه لوجهين؛ أحدهما: أن جواب أم- إما بتعيين أحد الأمرين أو ...


(قوله: كل ذلك لم يكن) فيه دليل على أن من قال ناسيا لم أفعل و كان قد فعله أنه غير كاذب؛ لأن كلام الناس ليس بصدق و لا كذب- قاله الكرمانى، إن قيل لا جائز أن يكون المراد كل ذلك لم يكن فى نفس المراد؛ لأنه يلزم الكذب فى حقه- عليه الصلاة و السّلام-؛ لأن بعضه قد كان فى نفس الأمر، و الكذب عليه لا يجوز، و إن أريد فى ظنى لم يصح رد ذى اليدين عليه بقوله، بل بعض ذلك قد كان؛ و ذلك لأنه لا اطلاع له على ما فى ظن النبى حتى يقول له بعض ذلك قد كان فى ظنك، فتعين أن المراد بل بعض ذلك قد كان فى نفس الأمر، و إذا كان المراد ذلك فلا يحسن أن يكون كلام ذى اليدين ردا لقوله كل ذلك لم يكن فى ظنى لعدم اتحاد المحمول؛ لأن المحمول المنفى فى كلام النبى الكون فى ظنه و المحمول المثبت فى كلام ذى اليدين الكون فى نفس الأمر، و إذا لم يتحد المحمول فلا تناقض فلا يصح الرد، و أجيب بأن المراد كل ذلك لم يكن فى نفس الأمر بحسب ظنى، فبين ذو اليدين أن الظن لم يطابق نفس الأمر، و اعترض بأن ظن الخطأ نقص و لا يجوز عليه- عليه الصلاة و السّلام- و أجيب بأن ظن الخطأ و كذلك النسيان إنما يكونان نقصا فى حقه إذا كان بسبب اشتغال القلب بأمور الدنيا، و أما إذا كانا من اللّه لأجل تبين الأحكام للأمة فلا يكونان نقصا و إلى هذا يشير قوله- عليه الصلاة و السّلام- فى الحديث: إنى لا أنسى، و لكن أنسى لأسن أى: ليس من طبعى النسيان كما هو طبع من لا يتحافظ بشغل الفكر بأمور الدنيا، و لكن أنسى بشغل الفكر باللّه لأشرع. قرر ذلك شيخنا العلامة العدوى، عليه سحاب الرحمة و الرضوان.

(قوله: هذا قول النبى إلخ) هذا إيضاح فإن كونه قوله- عليه الصلاة و السّلام- معلوم من قوله كقول النبى إلخ‌ (قوله: لوجهين) علة لكون المعنى لم يقع واحد من القصر

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 695
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست