responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 576

كقوله: له حاجب‌ [1]) أى: مانع عظيم (فى كل أمر يشينه) أى: يعيبه (و ليس له عن طالب العرف حاجب) ...


(قوله: كقوله) أى: قول ابن أبى السمط بكسر السين و سكون الميم و هو من قصيدة من الطويل و قبل البيت:

فتى لا يبالى المدلجون بناره‌

 

إلى بابه ألا تضى‌ء الكواكب‌

يصمّ عن الفحشاء حتى كأنّه‌

 

إذا ذكرت فى مجلس القوم غائب‌

له حاجب ... إلخ‌

 

...

 

و المراد بالحاجب هنا نفسه الإنسانية التى هى لطيفة ربانية لها تعلق بالقلب اللحمانى الصنوبرى الشكل تعلق العرض بالجوهر، و تسمى أيضا قلبا و روحا، و هى المخاطبة و المثابة و المعاقبة، فإن قلت: إن النفس بهذا المعنى تميل إلى القبائح الدينية و الدنيوية فكيف تكون مانعة عن تلك الأمور؟ أجيب بأن ميلها لذلك بالنظر لذاتها، و أما إذا حفتها العناية الإلهية صارت مائلة إلى التطهير فتمنع بسبب ذلك من كل ما يشين‌ (قوله: أى مانع عظيم) أخذ هذا من كون المقام مقام مدح أى: إنه إذا أراد أن يرتكب أمرا قبيحا منعه مانع حصين عظيم بالغ فى العظمة إلى حيث لا يمكن تعيينه، و إذا طلب منه إنسان معروفا و إحسانا لم يكن له مانع حقير فضلا عن العظيم يمنعه من الإحسان إليه فهو فى غاية الكمال و لم يقم به نقص‌ (قوله: يشينه) من الشين و هو القبح‌ (قوله: و ليس له عن طالب العرف) أى المعروف و الإحسان، ثم إن الحجب يستعمل بعن بالنظر للمفعول الثانى، و أما الأول فيصل إليه بنفسه قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ [2] و حجبت زيدا عن الأمر، إذا علمت هذا فحاجب الأول قد جاء على الأصل؛ لأن صلته محذوفة و فى كل أمر ظرف مستقر صفة لحاجب أى له حاجب عن ارتكاب ما لا يليق فى كل أمر يشينه، أو أن فى بمعنى عن، و أما حاجب الثانى فقد جاء


[1] فى الإيضاح الفقرة 37، التبيان 1/ 71، الإشارات و التنبيهات/ 41، المفتاح/ 13، شرح المرشدى على عقود الجمان 1/ 66، ديوان المعانى 1/ 127، معاهد التنصيص 1/ 27.

[2] المطففين: 15.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست